فيما يشكل المختص النفسي جسرا يربط بين المريض وعائلته

المرافقة النفسية والاجتماعية للطفل مريض السكري ضرورة

المرافقة النفسية والاجتماعية للطفل مريض السكري ضرورة
  • القراءات: 821 مرات
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكد مختصون في الصحة، من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان بدرقانة، خلال الحملة التحسيسية التي نظمت حول المراقبة النفسية لمريض السكري، أن المرض يستدعي على المريض، اتباع علاج من النوع الثقيل في الأنسولين وأدوية أخرى أحيانا، فيصبح الفرد غير قادر على التأقلم مع المرض في مثل هذه الحالة المستعصية، ويفقد الثقة بنفسه،  ويتغير بفعله على المستوى  النفسي والاجتماعي، مما يؤدي إلى فقدان التوازن العابر أو الدائم، علاوة على الإصابة بمجموعة من الاضطرابات النفسية، التي قد تكون مصاحبة للمرض، كما وزعت بالمناسبة، مطويات على الزوار بتفاصيل مميزة، لمساعدة المريض على الخروج من الأزمة.

أشار المختصون، إلى أن مرض السكري هو أحد الأمراض المتسببة في اضطراب الصحة النفسية، إذ يؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم على إفراز المخ لهرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة وتحسين الحالة المزاجية، ما يؤدي إلى شعور المريض بالتوتر والحزن غبر المبرر.

فيما يخص أوجه عدم تقبل المرض، تمت الإشارة إلى أن التدخل النفسي لأطفال مرضى السكري له وزن كبير، إذ يمر الطفل وعائلته، خصوصا الأم، بضغوط نفسية وجسدية واجتماعية، مع الإشارة إلى أن العلماء أكدوا من خلال الدراسات، على ضرورة اتخاد تدابير شمولية، لا تقتصر على النواحي الطبية فقط، بل تتعدى إلى ما هو أوسع وأشمل من ذلك، ووضعت صورة أفضل في العناية بالطفل، تتمثل في مشاركة كل من الأسرة والأقارب والنظام النفسي والصحي والمدرسي والأصدقاء والمجتمع.

المرافقة النفسية لأطفال السكري

أوضح المختصون من خلال المطويات الموزعة على الزوار، أن المرافقة النفسية لمريض السكري الصغير، أمر حيوي، يتمثل في مساعدة الفرد المريض على إدراك مرضه، وحتمية وجود صدمة انفعالية تحت اضطراب، تؤثر على الحياة الشخصية للفرد، ويسعى إلى البحث عن سبل التغلب عليها وتجاوزها، مع الإشارة إلى أنها موقف وعلاقة، نحاول من خلالها مساعدة المريض وأسرته بخصوص ما يمرون به، بهدف تقديم المساعدة والعمل على راحة المريض، ورفع معنوياته خلال الفترات الصعبة التي يمر بها هو وعائلته، أي أن تكون نهجا، أو طريقة من الدعم العلاجي والتكفل النفسي، تستند إلى بناء علاقة طبية بين الأخصائي النفسي والمريض، إذ تضمن استمرارية الاتصال للمريض مع بيئته الاجتماعية، سواء في المستشفى أو خارجها، فيكون الأخصائي النفسي بمثابة جسر يربط  بين الطفل المريض وعائلته، فيما يخص ماهية المرض وطريقة التعايش معه، كجزء لا يتجزأ من كيان الطفل. وتم التوضيح، أنه لا يمكن أبدا أن يجد المختص حلولا لمشكلة العلاج والتوافق النفسي للطفل المريض ومرضه، دون أن نشير إلى التعاون ومناقشة الحلول التي يجب أن تكون بين كل المشاركين في العلاج، ابتداء بالطفل المعني وأهله، إلى الأطباء المعالجين والأخصائي النفسي، بالبحث عن الطرق الملائمة لمرافقة الطفل وإيجاد حل يتناسب مع حاجاته وحاجات أسرته، إلى حد كبير، من أجل التغلب على المرض واستقراره. ويكون للأخصائي النفسي الدور الأكبر في هذه العملية العلاجية والتكفل النفسي به، حيث يوفر الأخصائي عدة إجراءات طويلة المدى، تتمثل في اتخاد تدابير من أجل تهيئة الجو الطبيعي، للتعايش وتكييف الطفل مع وضعه الجديد، وتخفيض الضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها هو والأسرة على حد سواء، والحفاظ على صورة إيجابية له عن نفسه ومن حوله، وجعله ينسى آلامه ويعيش بتفاؤل، حتى لا يشعر بما يستثنيه عن الآخرين.

تقديم الدعم يؤمن التأقلم وتقوية العزيمة

لتجنب المتاعب النفسية والاجتماعية أو المهنية، يعمل الأخصائي النفساني على تقديم الدعم اللازم للمريض، ومرافقته نفسيا في هذه المرحلة الجديدة من حياته، بداية بتخفيف الصدمة وتعريفه بالمرض وتقديم برنامج علاجي متكامل، يمكّن المريض من التأقلم مع مرضه، وخاصة تقبله، وكذا استعمال الآليات والميكانيزمات الدفاعية، التي تمكنه من مزاولة حياته الاجتماعية والمهنية، خاصة النفسية. كما تمت الإشارة إلى ضرورة تحلي الأهل بالمعلومات الأساسية والعلمية عن مرض السكري، تليها عمليتا الإرشاد والتوجيه، إذ يمكن للأسر مساعدة الأبناء على التعايش مع هذا المرض، كما أن احتياج الطفل أو الراشد المريض لعملية المرافقة النفسية والضرورية، تضمن له تكملة حياته بشكل عادي، والتأقلم مع وضعه الصحي وتقوية عزيمته للتعايش مع هذا المرض.