حملة واسعة تشمل المساجد والمدارس والأحياء
المرأة في قلب "شتاء بلا حوادث"بمعسكر
- 167
ع. ياسين
شرعت مديرية الحماية المدنية بولاية معسكر خلال هذا الأسبوع، في حملة تحسيسية واسعة تمتد عبر مختلف الفضاءات الدينية والتربوية والسكنية وحتى الأمنية، تحت شعار "شتاء بلا حوادث من أجل دفء آمن"، تحمل طابعا وقائيا يتزامن مع دخول فصل الشتاء؛ حيث يرتفع خطر الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون الذي يوصف بالقاتل الصامت؛ بسبب عدم صدور رائحة أو لون عنه.
وتسعى المديرية من خلال هذا البرنامج، إلى مرافقة المواطنين داخل محيطهم اليومي عبر لقاءات مباشرة داخل المساكن والمساجد والمدارس ومراكز التكوين المهني، إلى جانب جولات ميدانية وسط الأحياء؛ حيث يتلقى المواطنون شروحا مبسطة حول مخاطر الغاز، وكيفية استعمال وسائل التدفئة دون تهديد سلامة الأسرة، إضافة إلى خطوات التدخل عند تسجيل حالات إغماء أو تسرب. ويؤكد أعوان الحماية المدنية في لقاءاتهم بالمواطنين، أن اعتماد إجراءات بسيطة مثل تهوية المنازل بانتظام ومراقبة أجهزة التدفئة والابتعاد عن المواد المغشوشة، كفيل بخفض نسبة الحوادث بشكل كبير.
وتتميز حملة هذا العام بلمسة جديدة، لاقت ارتياحا واسعا من السكان. وهي إشراك العنصر النسوي للحماية المدنية في قلب العملية. حيث أُوكلت لأعوان نساء مهمة دق الأبواب والتواصل المباشر مع ربات البيوت في مختلف الأحياء. وهي مقاربة اعتمدتها المديرية؛ احتراما للخصوصية العائلية السائدة في المجتمع، ووعيا بأن الحديث بين النساء يسمح بتبليغ الرسالة الوقائية بارتياح أكبر، ويزيل الحرج الذي قد يصاحب الزيارات المنزلية.
وتشير شهادات ميدانية من بعض العائلات، إلى أن وجود عناصر نسوية على عتبة المنازل، ساهم في خلق جو من الثقة. كما مكن من فتح نقاشات مفيدة حول سلوكيات التدفئة ليلا، وكيفية مراقبة سخانات الماء داخل الحمّامات. كما قدّمت الأعوان نصائح عملية بشأن إبعاد قارورات الغاز عن مصادر الحرارة، وتنظيف ممرات التهوية في الطوابق الأرضية، ومراقبة سلامة المدافئ التي تعمل بالغاز الطبيعي أو غاز البوتان.
وتوضح المديرية أن إشراك المرأة في هذه الحملة ليس مجرد حضور رمزي، بل خيار مدروس، يقوم على فهم طبيعة الأسرة، التي ترى في الأنثى طرفا أكثر قدرة على مخاطبة النساء داخل المنازل، خاصة عندما يتعلق الأمر بتفاصيل تخص تسيير البيت اليومي؛ مثل استعمال السخانات، والتهوية، والتنظيف. وترى المديرية أن هذه المقاربة تساعد على بناء وعي وقائي داخل قلب الأسرة؛ حيث تقضي المرأة وقتا أطول، وتكون الأقدر على اكتشاف خلل قد يشكل خطرا.
وتؤكد الحماية المدنية في معسكر، أنها لم تسجل أي حالة وفاة؛ بسبب الغاز منذ بداية الموسم الشتوي. وهو مؤشر إيجابي، تسعى المديرية إلى الحفاظ عليه من خلال استمرار العملية، التي ستشمل جميع بلديات الولاية دون استثناء. حيث تم تسخير موارد بشرية إضافية، وسيارات موجهة للتنقل داخل القرى والمناطق البعيدة؛ لضمان وصول الرسالة إلى كل مواطن.
وتعمل الفرق الميدانية على جمع ملاحظات السكان؛ من أجل تحسين مضمون الحملة في المراحل المقبلة؛ ما يسمح بتطوير أساليب التحسيس، وجودة المعلومات المقدمة. كما تنظم المديرية ورشات توعية داخل المؤسسات التربوية، لتعليم التلاميذ طرق الإنقاذ الأولية، وكيفية إبلاغ الأولياء عند ملاحظة علامات الخطر داخل المنازل. وتأمل الحماية المدنية أن تثمر هذه الجهود نتائج ملموسة خلال الأيام الأكثر برودة من السنة؛ من خلال رفع مستوى الحذر، وتبنّي سلوكيات آمنة داخل البيوت بما يضمن شتاء خاليا من المآسي، ويحافظ على أمن العائلات في ولاية معسكر.