بين اللجوء وتحرير الوطن
المرأة الصحراوية.. شَجاعة لا متناهية
- 211
في ظل الظروف المناخية الصعبة وواقع اللجوء بمخيمات العزة والكرامة، تواصل المرأة الصحراوية بكل صبر وثبات وعزيمة لا تلين، نشاطها السياسي، والاجتماعي، والثقافي. وقد أثبتت المرأة الصحراوية على مر السنين، قدرتها الفائقة على تجاوز الظروف الصعبة، ومحاكاة الرجل الصحراوي المقاتل جنبا إلى جنب أثناء حرب التحرير، وفي مرحلة اللجوء والكفاح السياسي والنضال المستميت على كل الجبهات، فكانت زمن الكفاح التحرري، سندا منيعا للمقاتل الذي التحق بساحة الوغى طالبا الشهادة من أجل استرجاع وطنه المغتصب في وضح النهار، من طرف الغزو المغربي، الذي سلّط جام غضبه وجبروته على المرأة الصحراوية، وضيّق عليها الخناق للحد من نشاطها، وزج بها في السجون والمعتقلات.
لكن إرادة المرأة الصحراوية ونضالها المستميت وإيمانها الراسخ بعدالة قضية شعبها، أربكت العدو قبل الصديق، وأعطت صورة ناصعة في العالم، عن نضال المرأة الصحراوية، التي حوّلت ظروف اللجوء وقلة الإمكانيات إلى عالم ينبض بالحياة، والسلم والاستقرار رغم بساطة العيش، فسعت بفكرها إلى تربية جيل من الأطفال، هم، اليوم، وقود النار الموجهة لدحر الغزو المغربي من الأراضي الصحراوية المحتلة. ومن جهة أخرى، كانت لها اليد الطولى في التربية الصالحة للطفل الصحراوي، وتعليمه، وتمريضه؛ من خلال اقتحامها كل الوظائف الحيوية في الدولة الصحراوية. وماتزال المرأة الصحراوية إلى يومنا هذا، سارية نحو اكتساب المعارف والمهارات، وولوج عالم التكوين، وهذا ما حصل فعلا على هامش الطبعة 12 من الجامعة الصيفية لأُطر جبهة البوليساريو التي احتضنتها جامعة بومرداس تحت شعار "الشهيد أبا عالي حمودي" ؛ حيث تم إبرام اتفاقية بين كل من الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية ممثلا في الأمينة العامة للاتحاد، الأخت الشابة سيني، ومنتدى دعم وترقية المرأة الريفية الجزائرية، ممثلة في السيدة دليلة بن جودي.
وتهدف الاتفاقية المشتركة إلى تكريس مجالات التعاون والشراكة بين هاتين الهيئتين ضمن مساع ترمي إلى مرافقة المرأة الصحراوية المناضلة، والنهل من التجربة التي حققتها المرأة الجزائرية المكافحة، إضافة إلى تبادل الخبرات.