المدربة الاستشارية الأسرية والتربوية حنان طلاس:
المرأة الريفية ضربت أروع الأمثلة في إدارة الحياة

- 617

تحدثت المدربة الاستشارية الأسرية والتربوية، حنان طلاس، في تصريح لـ«المساء"، على هامش محاضرة لها بالمركز الثقافي الإسلامي، عن دور المرأة في بناء المجتمع، مؤكدة أنه يستوجب عليها الحفاظ على نفسها وصحتها وعطائها، وأن تكون متميزة في أسرتها، من خلال حسن تربية أبنائها، وأن تكون محورا أساسيا في إدارة الحياة الزوجية مع زوجها.
أشارت الأخصائية طلاس، إلى أن المرأة سجلت حضورا قويا في العديد من المجالات، وأظهرت قوة في التغيير، على غرار الميدان التعليمي والتطوعي، إلى جانب مشاركتها في المجال السياسي، موضحة بقولها: "فكل هذه بصمات نفتخر بها، ونسعى لأن تحافظ المرأة عليها من أجل الاستمرارية".
تحدثت طلاس عن الدور الذي أدته المرأة الريفية، التي أعطت دفعا قويا وأصبحت معطاءة، رغم الصعوبات المناخية أو المادية التي تواجهها، لاسيما في المناطق النائية ومناطق الظل، إذ استطاعت بإرادتها، الوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي، وأن تصنع من بيئتها الصعبة مشاريع ضخمة، بحيث استطاعت أن تزرع الخضر والفواكه وتوفر العسل والمنتجات الغذائية الطبيعية، التي تقتحم بها المجال الاقتصادي والاجتماعي، موضحة أن المرأة الريفية امرأة حديدية مثابرة، لم تتوفر لديها الشروط، إنما صنعتها بنفسها.
أوضحت المدربة طلاس، أن المرأة المعطاءة، تبدأ بتطوير أسرتها، لأنها المحضن الأساسي للتربية، وبعد ذلك تجد الإنجازات قد فتحت لها، وسيكون لها مفاتيح للاستثمار في المجتمع لاحقا. وأضافت أن عملية التطور ممكنة مع وجود الإرادة، مضيفة بقولها: "لاحظنا أن النساء في بيوتهن أصبحن رائدات و صاحبات مشاريع، وعلى المرأة أن تصنع ذلك الجو التطوري في بيتها، وأن تقوم بعملية التطور لذاتها، وأن تهتم بصحتها ولباسها وصحتها النفسية لرفع معنوياتها وديكور بيتها وطريقة معاملتها مع أهلها والآخرين ... لابد أن تذلل الصعاب، فكل ما كان صعبا لابد أن تراه سهلا، بالاحتكاك مع القدوة من النساء من الماكثات في البيت، اللواتي أصبحن رائدات في المجتمع".
أشارت طلاس، إلى أن قوة المرأة الحقيقية، تنطلق من ثقتها في نفسها وما لديها من مهارات ومواهب، وأن تعزز علاقتها مع الله وأن تتمسك بدينها ولها في سيرة النبي القدوة للكثير من النساء اللواتي تركن البصمة، على غرار خديجة بنت خويلد التاجرة المقاولة، وعائشة بنت الصديق الفقيهة التي حفظت الأحاديث، وأن نأخذ من سيرتهن العطاء والإرادة للاستمرار".
وفي الختام، قالت المتحدثة: "نحن نعرف أن المرأة تعاني من العنف الأسري، فهناك المطلقة والأرملة، لكن استطاعت أن تتحدى وتكون نفسها بنفسها، ولابد أن تتذكر دوما أن الله عز وجل أعزها وأنزل سورة باسمها، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "استوصوا بالنساء خيرا" وفي حديث آخر "رفقا بالقوارير".