الحركة الوطنية والثورة التحريرية
"المرأة البرايجية وإسهامها" محور ملتقى وطني

- 82

شكّل موضوع "المرأة البرايجية وإسهامها في الحركة الوطنية والثورة التحريرية"، محور ملتقى وطني احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "محمد بوسام" بمدينة برج بوعريريج، أوّل أمس.
وفي مداخلته خلال هذا اللقاء المنظم بمناسبة إحياء الذكرى 64 لليوم الوطني للهجرة (17 أكتوبر 1961 ـ 2025) من طرف المجلس الشعبي لبلدية برج بوعريريج بالتنسيق مع المديرية المحلية للمجاهدين وذوي الحقوق ومخبر التاريخ المحلي والذاكرة الجماعية والمقاربات الجديدة بجامعة البويرة، استعرض الدكتور صالح بن سالم من جامعة "محمد البشير الإبراهيمي" (برج بوعريريج)، "المسيرة النضالية الملهمة في التعليم والكفاح للمجاهدة الراحلة شامة بوفجي، التي هي من مواليد 1922 ببلدية بئر قاصد علي، والتي تُعد أصغر معلمة في تاريخ الجزائر، أسّست مدارس سرية لتعليم الفتيات وعمرها لم يكن يتجاوز 12 سنة"، مبرزا في نفس الصدد، "دورها في تعليم النساء الجزائريات، ثم دورها النضالي من خلال انخراطها في صفوف الفدائيات، ومعاناتها من الاعتقال والتعذيب على يد الاستعمار الفرنسي".
كما عرّج على الحديث عن "نماذج لنساء برايجيات شاركن في الحركة الوطنية والثورة التحريرية؛ على غرار المجاهدة الراحلة عائشة حداد، الممرضة التي انضمّت للثورة في سن السابع عشرة، وعملها في مجال التمريض خلال الثورة، ومعاناتها من السجن. وكذا المجاهدة الراحلة يمينة مكور، التي ألّفت العديد من الأغاني الثورية؛ كـ "الطيارة الصفراء" والعرعارية، اللتين أصبحتا رمزا لكفاح الشعب الجزائري".
وبدوره، أفاد السيد إبراهيم حماش، عضو المجلس الشعبي لبلدية برج بوعريريج، بأنّ الهدف من هذا الملتقى هو "إبراز مساهمة المرأة الجزائرية عموما والبرايجية خصوصا، في الثورة التحريرية المظفرة؛ من خلال تسليط الضوء على هؤلاء النساء المعروفات لدى العامة؛ من خلال إطلاق أسمائهن على مؤسسات تربوية وثقافية وغيرها، بعدما سطرن بتضحياتهن، صفحات مضيئة من تاريخ برج بوعريريج والجزائر". وأضاف أنّ "دور هؤلاء النساء لم يقتصر على رفع السلاح فقط؛ فمنهن الممرضات، والمدرسات، وحاملات القنابل، ومنهن حتى من عملن في ميدان التجسس، والمشاركة في الاتصالات، والتمويل، وتهيئة الملاجئ مع مساعدة عائلات وأبناء المجاهدين والمعتقلين". للإشارة، عرف هذا الملتقى مشاركة 14 محاضرا من العديد من جامعات الوطن.