فريدة جبالي رئيسة اللجنة:
المدارس القرآنية بحاجة إلى قانون ينظمها

- 1286

قالت فريدة جبالي، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والشؤون الدينية والأوقاف والشباب والرياضة بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، في تصريح خاص لـ"المساء"، بأن الهدف من الخرجات الميدانية للمدارس القرآنية التي كانت تعرف قديما بالكتاتيب، تتمثل في إبراز دورها الممثل في الخدمات الجليلة التي تقدمها للأطفال، من تعليم القرآن الكريم والحرص على تربيتهم تربية دينية أخلاقية وإكسابهم مهارات لغوية سواء في الكتابة أو القراءة.
... رئيسة اللجنة في تصريح خاص لـ"المساء"، تبين لنا من خلال الخرجة الميدانية، تغير الصورة النمطية للمدرسة القرآنية، حيث كنا نعتقد عند القيام بخرجاتنا الأولى في كل من زرالدة و"شراقة، أننا سنقف على مدارس عبارة عن قاعات مفروشة يجلس فيها الأطفال على زراب ويقابلهم شيخ كبير يشرف على تلقينهم بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، غير أننا تفاجأنا بأن الطريقة التعليمية تغيرت بها، بتأثيث الأقسام وتوزيع الطاولات والكراسي، أي كأن الطفل يدرس في قسم عادي، والغريب في الأمر أن كل التجهيزات الخاصة بالمدارس القرآنية كانت من أموال المحسنين، وهو الانشغال الأول الذي ارتأت اللجنة تداركه من خلال الرفع من المساعدات المالية التي يقدمها المجلس لتجهيز هذه المدارس، حيث سبق أن طالبنا كلجنة، بالرفع من التكلفة المالية لتأثيث المدارس، إذ بعدما كانت تبلغ مليار سنتيم موجهة للإطعام فحسب، طالبنا برفعها إلى 17 مليارا بعد أن استحسنا الخدمات التربوية التي تقدمها المدارس، والتي أثبتت فشل دور الحضانة في تحقيقها، بدليل أن أغلب الأولياء أضحوا يقصدون المدارس القرآنية ويتخلون على دور الحضانة، بحكم أن المنهاج المدرس غربي ويركز على الغناء والرقص وتعليم اللغات الأجنية ويهمل تعليم الأبناء القيم الدينية والتربية الأخلاقية الحقة.
تواصل محدثتنا: اتضح لنا أيضا من خلال الخرجة بأن المدارس القرآنية بالطريقة الحديثة تزاحم اليوم دور الحضانة، لعدة أسباب، أهمها التكاليف التي تكاد تكون رمزية، حيث يدفع الولي مبلغ 200 إلى 300 دج للشهر، ويحصل ابنه على تربية دينية وأخلاقية نوعية في مقابل 20 ألف دينار بدور الحضانة، مقابل رعاية بعيدة عن المستوى المطلوب، وتكتسي طابعا غربيا، من أجل هذا، ينتظر أن نرفع ـ تضيف السيدة جبالي ـ توصية إلى المجلس الولائي للاهتمام أكثر بتدعيم هذه المؤسسات التعليمية الدينية التي تقدر بمعدل مدرسة قرآنية في 500 مسجد متواجد في العاصمة، يتكفل بـ33 ألف تلميذ ما قبل سن التمدرس، لأنها في نضرنا، منابر للعلم والتربية والإرشاد الديني، كما أنها تساهم في زرع الأخلاق في الأطفال وتجعلهم مواطنين صالحين، يكفينا أن التاريخ يشهد بأن العظماء من علماء الجزائر كانوا من خريجي المدارس القرآنية.
ومن جملة المشاكل التي تتخبط فيها المدارس القرآنية، حسب رئيسة اللجنة، أنها رغم الدعم المقدم لها إلا أنها لا تزال تعتمد على ما يدره المحسنون، لأن الدعم غير كاف حتى نتمكن من مراقبة هذه المدارس ولا يجري استغلالها من طرف بعض التيارات المتطرفة، حبذا لو يتحول تدعيمها إلى جهة واحدة تتكفل بها مصالح الدولة، ومن جهة أخرى "نتأسف عن أن الأساتذة متطوعون يتقاضون أجورهم مما يدفعه الأولياء، وهي اشتراكات شهرية رمزية، ومنه يمكن لهؤلاء الانسحاب، خاصة أن الأجر غير مغر، ناهيك عن غياب التأمين الاجتماعي للمعلمين في هذا الحقل، رغم أن أغلبهم جامعيون، من أجل هذا نطالب كلجنة بصياغة قانون ينظم سير عمل المدارس القانونية لحماية العاملين بها والمتمدرسين من أي شكل من أشكال الاستغلال.