تأطير نفسيّ وبيداغوجي لتلاميذ "البيام" و"الباك"

المختصون يبدّدون مخاوف الممتحنين

المختصون يبدّدون مخاوف الممتحنين
  • القراءات: 1376
  رشيدة بلال رشيدة بلال

يحظى التحضير النفسي للطلبة والتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا في السنوات الأخيرة، باهتمام كبير من بعض المختصين النفسانيين والجمعيات، بعد إدراك أهميته في التخفيف من حدة الضغط والقلق الذي يشعر به المتمدرس حتى وإن كان على أتم الاستعداد ليوم الامتحان. "المساء" رصدت جانبا من المخاوف المسجلة لدى الطلبة، وما قابلها من مبادرات في سبيل تمكينهم من مفاتح النجاح.

سمح احتكاك "المساء" ببعض الطلبة الذين كانوا متواجدين بالمؤسسات التعليمة للاستفسار عن بعض المسائل على مستوى متوسطة العقيد شابو ببلدية العفرون بالبليدة، برصد بعض المخاوف التي تحتاج حقا إلى تكفل نفسي بها، للتخفيف من وطأة الضغط الذي يتلقاه المقبلون على امتحانات نهاية السنة، فمنهم من ينتابه قلق وخوف من نوعية الأسئلة ومن شبح عودة التسريبات التي حدثت في السنوات الماضية والتي تسببت في تشويش الكثيرين منهم. وعلى حد قول التلميذ "جمال. ن" في الطور المتوسط، فإن "أكثر ما يخاف منه هو ما يروَّج له على صفحات التواصل الاجتماعي عشية اقتراب الموعد، والذي قابله بالتفكير في التخلي عن هاتفه؛ حتى لا يضطرب ويضيع منه الجهد"، بينما علّقت تلميذة أخرى تقول: "إن أكثر ما أخاف منه هو عدم فهم الأسئلة، أو الخروج عن الموضوع بسبب التعب الذي نال مني جراء المراجعة المكثفة".

كما عبّر بعض الطلبة المقلبين على اجتياز شهادة البكالوريا، عن مخاوفهم من احتمال إدراج بعض الأسئلة غير الواردة في المقرر رغم تطمينات الوزارة الوصية، خاصة أن بعض المواد لم يتم دراستها كما يجب، بفعل تقليص الحجم الساعي لأوقات الدراسة بسبب الوباء؛ ما جعلهم يقصدون الجمعيات، ويستنجدون بالدروس الخصوصية. وعلى حد قول "ياسين" طالب تخصص علمي: "أفلست عائلتي بسبب ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية"، في حين عبّرت "عبير. س" تخصص أداب، عن تخوفها من الوقوع ضحية صدمة بعد الاطلاع على الأسئلة وصعوبة التذكر، في حين اتجه الأغلبية إلى التأكيد على أن الخوف شعور أقوى منهم، يمكن تخفيفه لا التخلص منه".

تعزيز الثقة بالنفس

وإذا كانت هذه مخاوف بعض التلاميذ والطلبة التي عبّروا عنها، فما الذي قدمه، في المقابل، المهتمون بالشأن التربوي؟

البداية كانت من المؤسسات التعليمية، التي جندت على مستواها مختصين نفسانيين، أبدوا استعدادهم للاستماع إلى مخاوف التلاميذ في الطورين المتوسط والثانوي وتبديدها، وهو ما سبق لمديرة التربية لولاية البليدة، أن أعلنت عنه في تصريح سابق لها، حيث أكدت أنه تم تجهيز المدارس المعنية بالامتحانات النهائية، بمختصين في التوجيه المدرسي، للتكفل بانشغالات الطلبة والتخفيف من حدة الخوف والتوتر، وكذا تنظيم فترات للمراجعة بالمواد، وتنظيم امتحانات تجريبية حول المقرر الدراسي، والذي يدخل، حسبها، في التحضير النفسي.

ومن جهته، بادر، وككل سنة، المختص في التنمية البشرية الدكتور رشيد بوبكري، بطرح عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، عدد من المفاتيح، التي حث من خلالها المعنيين بالامتحانات النهائية، على فهمها، والعمل بها، والتي عنونها: "طريق النجاح يبدأ عندما تقرر استبدال السهر بالنوم الصحي، والتذمر والسلبية بالامتنان، واستبدال الأصدقاء السلبيين بالإيجابيين، والتفكير المتكرر بالعمل الجاد".

المراجعة والهروب من السلبيات

بينما اختارت المختصة النفسانية حميدة عمراني، أن تشرف بنفسها على عدد من الدورات الخاصة لفائدة المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية. كما أعدت لهم، بالمناسبة، بعض المطويات التي ترافقهم في حال انتابهم شعور بالقلق، أكدت فيها على جملة من التوجيهات التي من شأنها أن تخفف من حدة الخوف والقلق، ومنها مثلا: التأكيد على وضع برنامج مريح للمراجعة مع إمكانية تغييره حتى لا يشعر بالملل، وتعزيز الثقة بالنفس، التي تبدأ بالمراجعة الجديدة، والابتعاد عن وصف الذات بالفاشلة، والتخلي على التفكير بسلبية، والاعتماد على الألوان عند المراجعة لتسهيل عملية التذكر، واللجوء دائما إلى كتابة ما استعصى حفظه، ليظل راسخا في الذاكرة.

ومن جهتها، أكدت دليلة حسين، رئيسة جمعية نو للمرأة والأسرة والطفل"، أنها متعودة على مستوى الجمعية، على تنظيم دورة البكالوريا التجريبية، وذلك لتهيئة الطلبة، وإعطائهم صورة حول الوضع العام للاختبارات. أما هذه السنة وبعد أن تكفلت بعض الثانويات على مستوى العاصمة بتنظيم بكالوريا تجريبية، اختارت أن تتكفل على مستوى الجمعية، بدعم الطلبة الذين يعانون من بعض الصعوبات في بعض المواد؛ إذ أشرف على العملية، حسبها، أساتذة، مشيرة إلى أن الشعور  بالخوف من الامتحانات هو شعور طبيعي، يحتاج فقط إلى مرافقة، ولا يقتصر الأمر على الممتحنين فقط، وإنما يمتد إلى الأولياء أيضا بالنظر إلى التأثير السلبي لهم على أبنائهم. وبالمناسبة تؤكد أنه سبق لها أن نظمت بعض الخرجات الترفيهية لامتصاص الضغط والترفيه عن النفس لفائدة الطلب.