قضايا واقعية لجرائم إلكترونية
الفضول ..الفراغ والبحث عن تحصيل الأموال وراء ارتكابها

- 691

استعرض عميد الشرطة عبد القادر صطفاوي مختص في الجريمة الالكترونية في محاضرته التي نشطها بجامعة الجزائر "2" بعض القصص الواقعية لقضايا جرائم الكترونية تم معالجتها ومعاقبة الجناة... "المساء" نقلت بعضها.
الزواج الافتراضي طريق للابتزاز
القضية الأولى تتعلق بعروض الزواج التي يجري الترويج لها عبر الأنترنت، حيث اتفق شاب مقيم خارج الوطن مع فتاة جزائرية على الزواج، وبعد أن أرسل لها كل الوثائق وتم الزواج عبر العالم الافتراضي، وكانت في كل مرة تأخذ منه المال على اعتبار أنه زوجها، وفي يوم من الأيام حاول التواصل معها عبر "السكايب" لكن من دون جدوى، وأمام إلحاحه تدخلت والدة الفتاة وأخبرت الزوج المفترض بأن زوجته ماتت والدليل على ذلك قلبها الذي أرسلته إليه في طرد مستعجل، وبعد التبليغ من طرف المتضرر الذي شعر بوجود لبس في القضية، تبين أن القلب الذي أرسلته كان عبارة عن قلب خنزير، لتوهم الزوج المخدوع بأن زوجته حقا ماتت، وقد تمت متابعة المجرمة ومعاقبتها.
صفحة "واب" كلفته دخول السجن
القضية الثانية تتعلق بشاب جزائري قام بتصميم صفحة "واب" لبنك تابع لدولة أجنبية، بعد أن عقد صفقة مع مجرمين محترفين طلبوا منه إنشاء الصفحة بحكم احترافيته في المجال، وبالفعل أنشاء لهم صفحة، حيث كان الزبائن في كل مرة يودعون أموالهم بالبنك المزيف، وبعد مضي ستة أشهر تم اكتشاف الأمر بعد أن تكبد البنك خسائر مالية كبيرة، حيث تبين عن طريق الأنتربول بعد إلقاء القبض على المجرمين، أن أحد المتورطين في الجريمة جزائري وبعد البحث والتحري اتضح أنه طالب يقيم بالشرق الجزائري مختص في الإعلام الآلي ويعيش حياة الأثرياء.
الفضول المعلوماتي يقوده إلى الجريمة
أما القضية الثالثة، فتتعلق أيضا بشاب جزائري دفعه فضوله الدائم إلى اكتشاف هذا العالم الافتراضي وقاده إلى اكتشاف ثغرة في موقع إلكتروني لمؤسسة أمريكية، فراسلها وطلب منها بعض المال مقابل إبلاغها بالخلل، غير أن المؤسسة رفضت التجاوب معه وبعد أن تصفحت الموقع تيقنت بوجود الخلل، فأقدمت على إصلاحه، إلا أن الشاب الجزائري لم يفشل واكتشف من جديد عطلا آخر، ولكن هذه المرة قام ببيع العطب بمبلغ 90 ملون لمنظمة إجرامية التي احتالت على المؤسسة الأمريكية، وبعد اكتشاف الاحتيال والتحري، تم عن طريق الأنتربول اكتشاف الجاني والقبض عليه.
الدردشة عبر "السكايب" توقعها بفخ الابتزاز
تتعلق فصول القضية الرابعة بفتاة اعتادت الدردشة عبر "السكايب" مع خطيبها المقيم خارج الوطن لفترات طويلة من الوقت، وبحكم أن هناك بعض الشباب الذين يدفعهم الفراغ للبحث عن أكثر الفتيات اللواتي يتحدثن لفترات مطولة على "السكايب" اكتشف أمر الفتاة، حيث اطلع الجاني على الساعات التي يجري فيها الاتصال لفترات مطولة ولأن الفتاة لم تكن تعلم، كانت تدردش إلى المجرم لساعات طويلة ظنا منها أنه خطيبها، وحدث في يوم أن تمكن من التقاط صورة لها في الليل بملابس النوم، ومن ثمة راح يستفزها ويطلب منها أن تمنحه المال، وبعد أن عجزت عن الدفع أبلغت والدها الذي هو الآخر وخوفا من الفضيحة دفع المستحقات، غير أنه بلغ هو الآخر حد العجز عن تأمين المبلغ المطلوب في كل مرة، ومنه سارع إلى مصالح الأمن لإيداع الشكوى وبعد التحريات التي استغرقت ثلاثة أشهر، تم إلقاء القبض على المتهم وشركائه.