يجلسون فيها إلى أوقات متأخرة من الليل للهروب
الفضاءات المفتوحة ملاذ العائلات البليدية هروبا من حر المنازل

- 844

تتحول الساحات العمومية على مستوى ولاية البليدة، إلى فضاءات مكتظة بكبار السن والأطفال في الفترات المسائية، حيث يجلس هؤلاء رفقة أحفادهم هروبا من حر المنازل، وأملا في الحصول على بعض الانتعاش في الفضاءات المفتوحة، بينما يختار الأطفال الهرولة في الساحات أو لعب الكرة أو بالدراجات الهوائية.
الزائر لولاية البليدة، يقف في الفترات المسائية، على الاكتظاظ الكبير الذي تشهده الساحات العمومية بالمواطنين، خاصة من فئة كبار السن والأطفال، حيث يجدون فيها الملاذ للهروب من المنازل، التي يمضون فيها كل الوقت، بسبب الحر، وعليه بمجرد أن تنخفض درجات الحرارة في الفترات المسائية، يسارعون إلى حجز مقاعد لهم بالساحات العمومية، ويجلسون فيها إلى وقت متأخر من الليل، حيث يختارون تلك الأماكن القريبة من أشجار التوت أو البلاطان، للاستمتاع بظلها، وفي المقابل، تنبه بعض التجار لتنشيط هذه الفضاءات، من خلال نصب محلات متنقلة لبيع الشاي والمكسرات، وبعضهم يبيع المثلجات والمرطبات، بينما اختص البعض الآخر بالترويج لبعض الحلويات التي يحبها الأطفال، ممثلة في"لحية بابا"، وهو ما وقفت عليه "المساء"، لدى تواجدها بساحة التوت الشهيرة في قلب مدينة الورود، التي تكتظ عن آخرها، حيث تعترض بعض الزوار صعوبة في إيجاد مقعد لهم، بسبب التواجد المكثف للمواطنين فيها.
وحسب ما جاء على لسان ستسني، فإن ولاية البليدة تعد من الولايات الساخنة، بحيث يصعب على كبار السن التجول فيها، لهذا وبالنظر إلى موجة الحر التي تضرب الجزائر هذه السنة، فإنه يمتنع عن الخروج طيلة اليوم، خوفا من التعرض لضربة شمس، بينما يمضي كل الوقت بعد الساعة السابعة مساء في ساحة التوت، ولا يعود أدراجه إلى المنزل إلا في وقت متأخر من الليل، حيث يجلس رفقة أصحابه حول طاولة الشاي، يتبادلون أطراف الحديث ويستمتعون بمنظر الأطفال وهم يصرخون ويلعبون في الساحة.
بينما أكدت مواطنة أخرى تسكن بالقرب من ساحة التوت "بأنها حجزت مقعدا لها في الساحة كل أمسية، وتخرج إلى هذا الفضاء بعدما تنخفض درجات الحرارة رفقة أطفالها، وحسبها "فإن الجلوس في ساحة التوت العريقة لها خصوصية، كونها تعد رمزا من رموز مدينة البليدة، بينما الأطفال يلعبون فيها ويستمتعون بأكل المثلجات والمشاركة في بعض الألعاب التي تتطوع بعض الجمعيات في تنشيطها بالساحة".
من جهتها، أوضحت مواطنة أخرى، بأن للجلوس في ساحة التوت نكهة خاصة، لأن المعلم التاريخي الموجود فيها يبعث شعورا بأنك جالس في مكان عريق، ولعل ما زاد من جمالية المكان، تحويل الساحة إلى فضاء للتسلية، حيث تم تجهيزه بعدد من الألعاب الموجهة للأطفال، الذين لا يجدون مكانا يذهبون إليه، حيث يلعبون في مختلف الألعاب و بمبالغ رمزية، وأكثر من هذا، فإن المتواجد في الساحة يشعر بالكثير من الراحة والاطمئنان، بسبب توفر الأمن، كل هذه العوامل شجعتنا ـ تقول ـ على الجلوس في الساحات العمومية.