الفضاءات الغابية متنفس العائلات الجلفاوية

الفضاءات الغابية متنفس العائلات الجلفاوية
  • 910
 ق.م ق.م

تشكل الفضاءات الغابية بولاية الجلفة متنفسا للعائلات التي وجدت في ذلك حلا هذه الأيام للهروب من حرارة الطقس الملتهبة، حيث تقصد العائلات المساحات الغابية في فترة المساء أكثر بحثا عن الاستجمام  والهواء العليل حتى موعد غروب الشمس. ويقصد البعض هذه الفضاءات لاسيما الشباب لممارسة رياضة الجري، وآخرون يرونها مكانا مفضلا للعب مباريات كرة القدم في أرضيات ترابية مبسوطة هنا وهناك.

 

وما يجعل هذه المساحات الشاسعة قبلة للعائلات كما هي حال غابة "سن لبا" و«حواس" بعاصمة الولاية وقطية ببلدية الشارف وبسباسة ببلدية "سيدي بايزيد"، قربها ومحاذاتها المدن والتجمعات السكانية بمسافات من 5 إلى 10 كيلومترات، وفي عدد من المناطق تكاد تكون محاذية للنسيج الحضري، كما هي حال بلدية الشارف وبلدية الجلفة.

وعن هذا النوع من اصطياف العائلات التي تفتقد لأجواء ونسيم البحر قال السيد مصطفى الذي كان يرافق عائلته إلى غابة "حواس" التي تبتعد عن مدينة  الجلفة بحوالي 5 كيلومترات، إن الجميل والرائع من قصد الغابة هو الابتعاد عن ضوضاء المدينة، والجلوس في الهواء الطلق لارتشاف  فنجان القهوة في هذه الأماكن، وتناول الفواكه خاصة منها الموسمية كالدلاع والبطيخ والعنب.

وبعد أن يتم ركن السيارة في موقع الاستجمام، يقول السيد مصطفى، ينزوي الأطفال للعب والاستمتاع، بينما يبقى الكبار بالقرب من أشجار الصنوبر الحلبي  للانتفاع بظلها وتبادل أطراف الحديث واستنشاق الهواء العليل لساعات حتى يأتي موعد الغروب، ليبدأ الجميع في ترتيب الأغراض والحفاظ على المكان؛ من خلال جمع القمامة في أكياس بلاستيكية وتقريبها من أماكن رميها في الحاويات المخصصة لذلك داخل المدينة؛ "كسلوك حضاري وراق مغروس عند أغلب العائلات".

للإشارة، اكتسبت العائلات الجلفاوية ثقافة كبيرة طيلة السنوات الأخيرة من حيث الحفاظ على الثروة الغابية من خطر الحرائق؛ باتباعها سبلا راقية وبدرجة من الوعي لتفادي كوارث تحرمهم من غابات تزيد مساحتها عن 209 آلاف هكتار عبر كامل تراب الولاية، منها ما هو طبيعي ومنها ما يدخل في مشروع الحزام الأخضر الذي أُنجز في سبعينيات القرن الماضي بسواعد الجيش الوطني الشعبي.