حذّرت منها منظمة حماية وإرشاد المستهلك
العودة للشاشات بعد العلاج تهدد أطفال التوحد بانتكاسة

- 850

أطلقت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مؤخرا، حملة تحسيسية توعوية ضد مخاطر الشاشات؛ حيث ربطت إفراط استعمال الهواتف الذكية، بالإصابة بالتوحد. وحذّرت المنظمة من ترك الأطفال "تحت رحمة" تلك الشاشات الخطيرة، التي تهدد صحتهم الجسدية والعقلية، وحتى سلوكاتهم الاجتماعية.
أعرب مصطفى زبدي رئيس المنظمة، عن تخوفه الشديد من صعوبة التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد مدمني الشاشات؛ قال: "إن أكثر الحالات التي تعترض المدرب في الوصول إلى نتائج إيجابية مع أطفال التوحد من خلال التدخل المبكر، توجد وسط الأطفال المدمنين على الشاشات؛ حيث يصعب جدا جذب انتباههم لتعليمهم أي مهارة، وهذا لتراجع قوة تركيزهم، وطغيان الشاشة على تفكيرهم، وعادة ما يأخذون مدة طويلة جدا لإظهار نتائج إيجابية"، وهو الأمر الذي لا يصب، حسب المتحدث "في صالح الطفل، خصوصا أنها من الحالات المرضية التي تتطلب تكفلا عاجلا قبل بلوغ مرحلة محددة من سن الطفل، والتي تتضاءل فيها فرص العلاج بنسبة كبيرة جدا".
كما قال: "إذا ما تم ترك الأطفال الذين يعانون التوحد، يدمنون الشاشات من جديد، سيحدث لديهم، حتما، انتكاسة. ورغم أن بعض الأطفال الذين يُظهرون تطورا ملحوظا خلال العلاج ثم يعودون لاستعمال الشاشات، يلاحَظ تغير في سلوكهم مجددا، ويصبحون غير قادرين على التركيز، ويفقدون مهاراتهم اللغوية وتَواصلهم البصري، وحتى التفاعل والاستماع إلى شخص يحاول التواصل معهم".
وقد حذّر زبدي من ترك الأطفال متعلقين بالشاشات، مشيرا إلى أن الإدمان عليها يجعلهم سجناء، ويهددهم بعيش حياتهم "داخل فقاعة"، على حد تعبيره؛ "لا يجيدون التفاعل مع من حولهم؛ مما يهدد حياتهم الاجتماعية، وصحتهم النفسية بدون الحديث عما تخلفه تلك الهواتف والكمبيوترات من أعراض جانبية على الصحة".
وأضاف الدكتور ورئيس المنظمة أن الكثير من الدراسات ربطت الانتباه بتطور كثير من المهارات التواصلية والاجتماعية، وبالتالي هو من المهارات الأساسية الأولية التي يدرَّب عليها طفل التوحد لبناء مهارات أخرى. وهي أكثر ما يركز عليه المدرب المتكفل بالطفل المتوحد؛ لأنها أكثر التدريبات صعوبة، لا سيما إذا بلغ الشخص المصاب مرحلة عمرية، عادة هي أربع وخمس سنوات؛ فما قبلها هي حالات يمكن علاجها بسهولة أكبر، والعكس..