"المساء" في ضيافة عائلة "أكسيل" المختصة في "زلابية بوفاريك"

العمل بوصفة الجد وراء استمرار الذوق الأصيل

العمل بوصفة الجد وراء استمرار الذوق الأصيل
خالد أكسيل
  • 946
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تعد عائلة أكسيل القاطنة ببوفاريك (ولاية البليدة)، من أعرق العائلات المختصة في صناعة حلوى "الزلابية"، التي أخذت شهرة وطنية، وارتبط حضورها على صينية الشاي والقهوة بالسهرات الرمضانية، وإن كانت صناعتها واستهلاكها تتعدى المناسبة، ليستمر على مدار السنة. "المساء" نزلت ضيفة على العائلة، التي يجتمع أفرادها كلهم في البيت الكبير، لمواصلة الحفاظ على إرث الأجداد، خصوصا في الشهر الكريم، وهو تقليد تعكف على ترسيخه حتى لا تضيع الحرفة، إذ تجتمع الحرائر من البنات والعمات حول القصع، لتنطلق عملية العجن، في أجواء لا تخلو من استحضار الزمن الجميل، حيث يعمل الكل بكد وجد لإرضاء الأذواق والمحافظة على الإسم العريق.

 

أكد خالد أكسيل، أن تحضير العجين الخاص بالزلابية الأصيلة تتم بالأيادي، ولا تستعمل العائلة أبدا العجانات الحديثة، حيث يحرص أبناء كسيل علي، الجد الأكبر، على المحافظة على الوصفة التقليدية، بما في ذلك تحضير "العسيلة" الخاصة "لتشراب" الزلابية، والتي قال حولها محدثنا، إنها من الماء والسكر فقط، ولا تعرف أي إضافات أو مواد حافظة، يقول: "يتم تحضير عسيلىة الزلابية أيام شعبان، وتجمع في أوعية كبيرة وفق الحاجة، لأننا نعرف زبائننا وحاجتهم، ونراعي الجانب الصحي، فلا مواد حافظة ولا أي إضافات عليها، وبعد أن تتم عملية قلي الزلابية، تشرب مباشرة في العسيلة الطبيعية"

يروي خالد أكسيل تاريخ العائلة في صناعة الزلابية قائلا: "عمل جدي أكسيل علي، المولود سنة 1886، في صناعة الزلابية في منطقة القصاري ببوفاريك، وكان عمره آنذاك 18 سنة، بينما كانت عملية البيع تتم في زنقة العرب، حيث كانت فرنسا تجمع التجار الجزائريين هناك جميعا لمتابعتهم جيدا، وقد تعلم والدي وإخوته من والدهم، صناعة الزلابية"، مردفا: "علما أن جدي توفى وعمره 45 سنة، ثم أخذ عنه أبي وأعمامي المهنة، ومع الظروف الاستعمارية في تلك المرحلة، تفرق الإخوة ليرحل كل واحد منهم، إلا أنهم أكملوا مهمة الجد".

وبكثير من الفخر، يواصل محدثنا قصة العائلة مع صناعة "زلابية بوفاريك"، قائلا: "أبي ولد سنة 1921، باشر تحضير الزلابية مع والده، ونحن بدورنا أخذناها عنه، فمنذ انتقالنا للسكن في هذا البيت سنة 1961، ونحن نعمل في هذا المجال ... اسم عائلة كسيل، مطبوع بحروف من ذهب في المنطقة، فقد شاعت هذه الحرفة بجهود جدي وأبنائه، واليوم لدينا في المنطقة أزيد من 160 محل ببوفاريك يمارس هذا النشاط، والكل يعرف أن عائلة أكسيل هي التي روجت لهذه الحلوى"، مستطردا: "أنا فخور بجدي وأبي، فبفضلهما أصبحت الزلابية مشهورة في بوفاريك والجزائر كلها". الجدير بالذكر، أنه بفضل المحافظة على الوصفة الأصلية، تبقى زلابية أكسيل، محافظة على قوامها، حتى بعد مرور يومين أو ثلاثة من اقتنائها، إذ لا تجف، كما لا يتغير طعمها ويبقى شهيا. وتحافظ زلابية أكسيل في شكلها على الطول، على خلاف زلابية المحلات ذات الطول المتوسط، حيث أكد خالد أكسيل، أن السبب يعود للمقلاة المستعملة والخاصة بالعائلة من الحجم الكبير والخاص، حيث يحرص أبناء العائلة الشباب على الجانب الجمالي لأعواد الزلابية المتلاصقة، بدون وجود أي شكل زائد فوق العود".