الطالبة هند حاج موسى عضو جمعية ”سواعد الإحسان”

العمل التطوعي واجب غيبته التنشئة الاجتماعية

العمل التطوعي واجب غيبته التنشئة الاجتماعية
  • القراءات: 1669
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

يجد بعض الشباب والشابات في العمل التطوعي متعة، لا سيما في الجمعيات الخيرية التي تسطر ضمن برنامجها السنوي دعم الفئات الهشة والفقيرة بالدرجة الأولى، وعن دور الفئة الشابة في تفعيل العمل الخيري، تحدثت المساء مع الطالبة هند حاج موسى عضو بجمعية سواعد الإحسان الخيرية من مكتب بلدية العفرون ولاية البليدة، التي اختارت التصدق بجزء من وقتها لخدمة المحتاجين، فكان هذا اللقاء.

تقولالشابةهندفيبدايةحديثهامعالمساء، إن جمعية سواعد الإحسان كغيرها من الجمعيات الخيرية، لها فروع تقريبا في كل ولايات الوطن، وكل مكتب ولائي يتفرع إلى مكاتب بلدية، والهدف من هذا التوزيع هو الوصول إلى كل الفئات المحتاجة ودعمها بما أمكن، وتردف بحكم أنني من بلدية العفرون، اخترت العضوية بالمكتب الذي يتواجد في مسقط رأسي، الذي تأسس في 18 جوان 2018 على يد الأستاذ سرير عبد الله عبد القادر، والأستاذ تيكنيون علي أمين المال”. تسعى هذه الجمعية، حسب محدثتنا، بفضل دعم المحسنين، إلى تقديم المساعدات المادية والمعنوية في حدود الإمكانيات المتاحة لفائدة العائلات المعوزة والمحتاجة التابعة لبلدية العفرون، ومن النشاطات التي قامت بها، توزيع الحقيبة المدرسية للموسم الدراسي 2018 /2019، حيث قاربت 150 حقيبة، والعمل جار ـ حسبها ـ للتحضير لهذا الموسم الدراسي ودعم العائلات العاجزة عن اقتناء مستلزمات التمدرس لأبنائها، إلى جانب توزيع أموال الزكاة على العائلات المحتاجة، تنظيم رحلات ترفيهية لفائدة بعض الشباب، وتسطير محاضرات في بعض المناسبات الدينية والوطنية، مع توزيع قفة رمضان والملابس والتكفل بعلاج بعض المحتاجين”.

عن سر اختيارها للعمل التطوعي، رغم أنه عمل غير مأجور، جاء على لسان محدثتنا أن اختيارها للعمل التطوعي كان بتحفيز من والدتها، التي لا يعتبر هذا العمل جديدا عنها، حيث كانت تخصص له وقتا أكثر من عائلتها، مشيرة إلى أنها من جهة، تربت على العمل التطوعي من خلال الاحتكاك بوالدتها، ولأنه عمل إنساني أجره محفوظ عند الله سبحانه وتعالى، فما من رجل أو امرأة ساعدتهم ولو بكلمة طيبة إلا وبدت الفرحة على وجوههم ودعوا لها بالخير. ورغم أن العمل التطوعي غير مأجور فهذا ليس عائقا، حسبها، حتى وإن توظفت مستقبلا بعد  الانتهاء من الدراسة في الجامعة، فلن تتخلى عن العمل التطوعي، لأنه في نظرها واجب مقدس وجزء من ديننا الحنيف. من جهة أخرى، أوضحت محدثتنا أن البعض يتحجج للهروب من العمل التطوعي بضيق الوقت، تقول غير أنني لا زلت أدرس، ومع هذا أعرف كيف أنظم وقتي بين الجامعة والجمعية، وعملي في الجمعية لا ينحصر على شيء واحد فقط، بل أساهم في كل مشروع تسطره الجمعية، وأظل يوميا في المكتب لاستقبال المحسنين والمحتاجين، مشيرة إلى أن نسبة قليلة من الشباب تهتم بالانخراط في العمل التطوعي، وتوضح في رأيي، السبب الرئيسي هو ضعف ثقافة التطوع، كما أن  الأغلبية تعتبره عملا شاقا ويستغرق الكثير من الوقت، وتعلق الحياة مليئة بالأشغال، وقد يكون من الصعب العثور على الوقت للتطوع، لكننا نجد الوقت لقضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن نشعر بذلك، ونقضي أوقاتنا في مشاهدة الأفلام أو حتى الجلوس دون القيام بشيء، مما يقودنا إلى  التأكيد على أن هذا الأمر يدخل في طبيعة التنشئة الاجتماعية التي لم تعلمهم كيفية استثمار وقت الفراغ في مساعدة الغير”.

من بين أهم الأهداف التي سطرتها الجمعية في برنامجها، وتسعى محدثتنا إلى تجسيده، استقطاب فئة الشباب لمساعدة الجمعية على تحقيق المشاريع التي تطلقها ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله، تقول نكرمهم حتى نشجعهم ولا ينقطع عطاؤهم عنا، خاصة أن الفئة الشابة يعول عليها كثيرا في إنجاح العمل الخيري وتفعيله”.

كغيرها من الجمعيات الناشطة في الميدان، تكشف محدثتنا تواجه جمعية سواعد الإحسان أكبر تحد لها، وهو غياب المقر، حيث تشارك جمعية ثقافية في مقر واحد، ناهيك عن أن عدد المحسنين قليل جدا، وطلبات المحتاجين أحيانا تفوق إمكانيات الجمعية، وبالمناسبة، ندعو كل الخيرين إلى التقرب من الجمعيات التي تلعب دور الوسيط بينهم وبين المحتاجين”.