المختصة النفسانية العيادية سمية خفة:

العلاج المعرفي السلوكي كفيل بحل المشاكل الزوجية

العلاج المعرفي السلوكي كفيل بحل المشاكل الزوجية
  • 1609
 رشيدة بلال رشيدة بلال

تدفع بعض الأفكار اللاعقلانية التي تحوم عادة في أذهان الزوجات، إلى خلق مشاكل تعكر صفو الحياة الزوجية، وتجعل هذه الأفكار الزوجة تسارع لإلقاء جملة من الأحكام، ومنها "زوجي لا يحبني".. زوجي يكرهني".."أكيد أن هناك امرأة أخرى في حياته.."، وما إلى ذلك من الأفكار التي تجعلها تعيش في دوامة من الصراعات، ويذهب تفكيرها مباشرة إلى المطالبة بالطلاق، الأمر الذي يتطلّب، حسب المختصة العيادية سمية خفة، الإسراع في عرض الحالة على مختصة نفسانية عيادية، تساعد على تخطي هذه الأفكار التي تقود إلى تدمير العش الزوجي.

تعتقد المختصة النفسانية العيادية سمية خفة، التي التقتها "المساء"،  على هامش مشاركتها مؤخرا في ملتقى بالعاصمة حول العلاج المعرفي السلوكي، أن النسوة اللواتي يملكن أفكارا لاعقلانية، يصنّفن في فئة النسوة اللواتي لا يمكن إرضاؤهن، مهما فعل المحيطون بهن، وتحديدا الأزواج، حيث يطلبن دائما أكثر مما يقدّم لهن، ويثير شكوكهن أيّ تصرف مهما كان بسيطا أو تلقائيا وعفويا، بالتالي فهذه الفئة، تقول المختصة "تعاني دائما من اضطرابات سلوكية كالقلق والاكتئاب والشعور الدائم بالانزعاج والضغط، مما يستدعي حفاظا على حياتهن الزوجية، تدخّل المختص النفسي العيادي".

وحول ما إذا كان هناك إقبال على العيادات المتخصصة في معالجة مثل هذه المشاكل النفسية، أكدت المختصة أن الإقبال كبير، وتحديدا من النسوة، مما يعكس مدى الوعي بأهمية تدخّل المختص في علاج مثل هذه المشاكل التي تقود لا محالة إلى حل الرباط المقدّس، بين الزوجين، مشيرة إلى أنّ تجربتها الفتية مع النسوة المتردّدات على عيادتها، دفعها إلى إعداد برنامج علاجي عقلاني انفعالي خاص، حيث يتم استضافة المرأة التي تعاني من التفكير اللاعقلاني في عدّة جلسات، وتطبيق بعض البرامج التي تنقسم إلى قسمين عليها، جزء يتكوّن من التقنيات المعرفية التي يتم فيها التركيز على معالجة الأفكار اللاعقلانية للزوجة، مثلا تحويل الأمور السيئة إلى ميزة، أو تقنية التركيز على سلبيات الزوج والعلاقة الزوجية، والجزء الآخر يتناول التقنيات السلوكية التي تخصّ تقنية الاسترخاء وتوكيد الذات وتعزيز الثقة بالنفس.

تؤكد المختصة العيادية أنّ تطبيق العلاج السلوكي المعرفي يأتي عادة بنتيجة تظهر على سلوك السيدة الذي سرعان ما يتغيّر بعد خضوعها لعدة جلسات، حيث يتم تحويل هذه الأفكار اللاعقلانية إلى أفكار منطقية وعقلانية، وتختلف مدّة العلاج تبعا للفروق الفردية بين سيدة وأخرى، غير أنّ الظروف المحيطة بالحالة تلعب دورا كبيرا في العلاج، لأنّها تساعد على العلاج، كتعاون الزوج على تخطي مثل هذه الأفكار اللاعقلانية، مشيرة إلى أنّ حالات عدم نجاح العلاج يجعلنا نبحث من جديد ونجرّب طرقا علاجية أخرى، من خلال إعادة تشخيص الحالة.

«تجربتي ـ تقول المختصة العيادية ـ مع النسوة المتردّدات على عيادتي، تجعلني أجزم أن أغلب الخلافات الزوجية التي تحدث بين الزوجين سببها نفسي"، مشيرة إلى أنّ اهتمامها بالحياة الأسرية  دفعها إلى البحث دائما في المشاكل التي تجعل الحياة الزوجية مهدّدة بالتفكّك، قائلة "أعتقد أن أهم ما يمكن أن ننصح به الزوجين  عند حدوث أي نوع من المشاكل، هو الاستعانة برأي المختص النفساني في العلاج المعرفي السلوكي الذي يعتبر أنجح علاج للمشاكل الزوجية.