فيما اغتنمها البعض للترفيه والتسلية

العطلة الشتوية فرصة لحفظ القرآن الكريم

العطلة الشتوية فرصة لحفظ القرآن الكريم
  • 246
رشيدة بلال رشيدة بلال

سارعت مختلف المديريات والجمعيات المهتمة بالشأن التربوي، إلى برمجة العديد من الأنشطة لاستقطاب الأطفال، وشغل وقتهم خلال العطلة الشتوية التي أسدلت ستائرها اليوم الأحد، خاصة أنّ بعض العائلات تجد صعوبة في ملء وقت فراغ أبنائهم بالنظر إلى قلة المرافق الترفيهية. وبين تنظيم خرجات ترفيهية، وبرمجة عروض  بهلوانية، ونصب ألعاب رياضية وأخرى فكرية في الساحات العمومية ودُور الشباب، اختارت مديرية الشؤون الدينية لولاية البليدة، أن تفتح مدارسها القرآنية عبر مختلف بلدياتها؛ لاستقطاب أكبر عدد من الراغبين في تعلُّم وحفظ القرآن الكريم.

تختلف اهتمامات الأطفال في العطلة حسب الشرائح العمرية والمستويات التعليمية. ففي الوقت الذي يفضّل البعض الابتعاد كليا عن كلّ ما له علاقة بالتعلّم؛ هروبا من الضغط الكبير الذي عاشه خلال الموسم الدراسي، للتفرّغ للألعاب الإلكترونية، يغتنم آخرون الفرصة لتنمية مهاراتهم في بعض الألعاب الرياضية، أو ممارسة ما يرغبون فيه من هواية؛ من خلال الانخراط في النوادي الشبانية، بينما يختار آخرون الاستمتاع بالبرنامج المسطر من طرف العائلة؛ كالذهاب إلى بعض المناطق السياحية.

وفي المقابل، سعت بعض الجمعيات هي الأخرى، إلى برمجة بعض الأنشطة الترفيهية التي تجلب اهتمام الأطفال، خاصة ببعض البلديات التي لا تحتوي على مرافق ترفيهية؛ مثل بلدية العفرون بولاية البليدة. وبالمناسبة، اختارت جمعية "لمسة الثقافية"، تنظيم برامج متنوّعة، تهدف كلّها إلى خلق جو من الترفيه والمتعة لامتصاص وقت الفراغ، فكانت البداية بتنظيم وصلات مع المهرج الذي يُعد من البرامج المحببة إلى الأطفال الصغار.

من جهتها، سعت بعض المديريات على غرار الشؤون الدينية والأوقاف لولاية البليدة، هي الأخرى، إلى تسطير برنامج خاص بالأطفال المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية خلال العطلة؛ من خلال فتح أبواب المدارس القرآنية والزوايا طيلة اليوم، وعلى مدار العطلة، لفائدة الراغبين في حفظ وتعلّم القرآن الكريم. وحتى إن كانت المدارس غير كافية يتم استغلال المساجد خارج أوقات الصلاة.

وأشار مدير الشؤون الدينية والأوقاف كمال بلعسل، لـ«المساء" ، إلى أنّه تم تزامنا مع العطلة الشتوية، إقرار برنامج مكثف لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب، لجعلهم يلتحقون بالمدارس القرآنية والكتاتيب والزوايا؛ بهدف تعلّم وحفظ القرآن الكريم على مستوى 697 قسم قرآني و57 مدرسة متصلة و35 مدرسة منفصلة وست زوايا، لافتا إلى أنّ التعليم القرآني من أنجح البرامج التي تهدف إلى حماية الأبناء من الشارع، واستثمار وقت فراغهم بتعلم دينهم.

وأكثر من ذلك يقول: "أثبتت التجارب أن حفَظة القرآن الكريم من التلاميذ الناجحين والنجباء". وتابع أن كلّ المدارس القرآنية خلال العطلة كانت مفتوحة. وتستقبل الطلبة طيلة اليوم، وعلى مدار الأسبوع؛ بغية تمكينهم من حفظ القرآن الكريم، ومنه المساهمة في دعم الأولياء بخلق فضاء لاستقطاب أبنائهم في العطلة، وتعلُّم ما ينفعهم إلى جانب تمكين بعض حفَظة القرآن الكريم من الولايات الأخرى، من الحصول على الإجازات من هيئة الإقراء المتواجدة بولاية البليدة، والتي كان لها الفضل في تمكين عدد من حفَظة القرآن الكريم، من الحصول على المراتب الأولى في مسابقات وطنية، وأخرى دولية.