الحركة تزداد مع نهاية الأسبوع
العاصميون يحيون الشوارع ليلا

- 730

منح الوجه الجديد للعاصمة والاهتمام الخاص بالجانب الأمني على مدار اليوم، روحا ثانية لشوارعها خلال الفترة الليلية، خاصة في نهاية الأسبوع، حيث أصبحت المدينة تعج بالحركة، ضمن الدعوات العديدة التي جاءت في إطار جعل العاصمة مدينة لا تنام، وها هي اليوم تتألق بأنوارها ليلا لاستقبال السكان المحليين والسياح.
❊نور الهدى بوطيبة
أكثر التجارب متعة والتي يبحث عنها الفرد خلال زيارته لمدينة معينة؛ التجول ليلا والاستمتاع بارتياد أماكن التسلية والترفيه، بالإضافة إلى الذهاب للمطاعم والمقاهي التي تعد من أكثر الأماكن التي يقصدها السائح ليلا، كي يستمتع بأجواء المدينة في تلك الفترة.
وبعد الحملات المتعددة في سبيل تطبيق مشروع «الجزائر لا تنام»، ها هي اليوم تحقق نسبة من ذلك الأمل، ليتحقق خلال عطل نهاية الأسبوع، دون الأيام الأخرى. خصوصا بعد إصرار السلطات على إحياء الحركة ليلا في العاصمة، على غرار كل عواصم الدول، حتى تصبح واحدة من تلك الدول الشهيرة بحركتها ليلا، والتي تستقطب السائح بشكل خاص.
كانت لـ»المساء» جولة ميدانية ليلا في شوارع العاصمة، مدينة لها سحرها الخاص رغم هدوئها، لم تكد تلتقط أنفاسها في تلك الليلة بعد يوم يسوده الازدحام، إلا وعاد العديد من التجار، لاسيما أصحاب المطاعم والمقاهي لفتح أبوابهم. فبعدما أسدل الليل ستاره، تحولت ساحة المدينة الرئيسية إلى سوق مفتوحة للأطعمة، وما على الزائر سوى البحث عن أكثر الأماكن التي تناسبه لتناول وجبة العشاء رفقة العائلة والأصدقاء.
في نهاية الأسبوع، تعج الطرق بالحركة، وتكتظ بالسيارات، فالكل يسارع للخروج من البيت قبل وقت الزحمة، إلا أن التفكير الواحد جعل الكل يقع فيها. اتجاهات مختلفة لكن الهدف واحد، وهو الخروج من روتين الأسبوع، وكسر قاعدة النوم باكرا، لتكون الإتجاهات منقسمة بين المراكز التجارية، الحدائق أو المطاعم والمقاهي.
أكثر الأماكن ارتيادا للعائلات هي الحدائق والمطاعم، وإن لم يكن للكثيرين خيار غير ذلك، فالتجارة في العاصمة والمتعلقة بالملابس الجاهزة أو الأحذية أو غيرها لا زال روادها لا يتجاوبون إطلاقا مع مشروع «الجزائر لا تنام»، إلا قلة قليلة جدا منهم، وعادة ما يكون أصحابها من الشباب الذين لا يقطنون بعيدا عن محلاتهم، فتجدهم يروجون لتجارتهم.
اقتربنا من بعض المتجولين بالعاصمة، فأوضحوا لـ»المساء»، أن نهاية الأسبوع فيها تحولت من الأيام الهادئة إلى أيام تتخللها بعض المتعة، لاسيما في الفترة الليلية، حيث يخرج الكثيرون رفقة العائلة والأصدقاء للتجول ليلا والاستمتاع بالأجواء، وتلك الثقافة لم تعد محصورة بالليالي الصيفية، وإنما اليوم هناك رغبة في كسر الروتين، وهو ما جعل الرغبة في الخروج ليلا تزداد.
من جهتها، أوضحت صورية رفقة صديقاتها، أن توفير الأمن في شوارع العاصمة وفي الحدائق ومختلف الأماكن العمومية، ساهم بشكل كبير في إحياء العاصمة ليلا، إذ أن الأمن هو أكثر ما يبحث عنه المتجول ليلا، فذلك يشعره بالأمان والراحة والاطمئنان.
من جهته، أبدى فاتح الذي التقيناه بمطعم رفقة عائلته الصغيرة، أن العاصمة لا زالت تغيب لديها ثقافة السهرات الليلية بكامل معناها، سواء في الحدائق أو المطاعم، إذ تنعدم تلك الأماكن التي من المفروض أن لها دور في إحياء العاصمة، وأوضح أنه من أكثر السبل الفعالة في تحفيز التاجر على فتح أبوابه ليلا؛ منحه بعض الامتيازات والتحفيزات التي تجعله يغير عادة غلق أبواب محله، بداية من الساعة الخامسة مساء. مشيرا إلى أنه رغم غياب تلك الثقافة لدى الكثيرين، إلا أن البعض الآخر يحاول إحياء الأجواء بالعاصمة. ومقارنة بسنوات مضت، ساهمت بعض الأماكن في نشر تلك الثقافة، كالمراكز التجارية والمنتزهات، وعلى رأسها منتزه الصابلات وبعض المطاعم الشهيرة في أعالي العاصمة.