بعد سبات دام عاما

العاصمة تبعث نشاطات الصناعة التقليدية

العاصمة تبعث نشاطات الصناعة التقليدية
  • القراءات: 1087
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حطت قافلة معرض الصناعة التقليدية والحرف اليديوية، رحالها بساحة حسين داي، التي تعد إحدى أعتق بلديات الجزائر العاصمة، لإتاحة الفرصة للحرفيين بعرض مختلف منتجاتهم الفنية، في إطار إعادة إحياء هذا القطاع الذي عرف سباتا عميقا منذ حوالي سنة كاملة، نظرا للأزمة الصحية التي أدخلت العالم باقتصاده في ركود تام، وكان قطاع السياحة والصناعة التقليدية من أكثر القطاعات المتضررة، بسبب انعدام التسويق، بعدما تم غلق الحدود، وأعاد الفرد ترتيب أولوياته من حيث المشتريات.

حاول القائمون على المعرض، من خلال فتح المجال أمام الحرفيين لعرض منتجاتهم، إعادة بعث تلك الأنشطة التي تعد رافدا مهما في القطاع السياحي، وتعكس الهوية الحقيقية للبلد، باعتبارها تعيد الاعتبار للتقاليد التي توارتثها الأجيال. لقد عكس المعرض المقام بساحة حمداش المحاذية للمسجد، في بلدية حسين داي، جانبا من ثقافة المجتمع العاصمي، أبدع في تشكيلها مجموعة من الفنانين والحرفيين العاصميين، عرضوا منتجاتهم الفنية المتمثلة في الرسم، الخزف، النقش على الخشب، صناعة النحاس وغيرها، وسمحت للزوار بالتقرب للتأمل في جمال المعروضات، واقتناء قطع مميزة منها، ووضعها كديكور لتزيين البيت، وإضفاء لمسة جمالية ساحرة تعود بنا إلى زمن جميل، كانت خلاله تلك القطع تطبع يوميات الأسرة الجزائرية.

حيث أشار القائمون على المعرض، إلى أن تلك الفضاءات في مختلف بلديات الجزائر العاصمة، خصصت للحرفيين من خلال العودة "التدريجية" لنشاطات غرفة الصناعة التقليدية، التي ستعمم قريبا بعد العودة إلى الحياة الطبيعية، والتحكم في الوضعية الصحية الراهنة التي تسبب فيها فيروس "كورونا" المستجد، وأوقف العالم لفترة أثرت بشكل كبير على جميع القطاعات، بدرجات متفاوتة، ولعل أكثر تلك القطاعات تضررا السياحة والصناعات التقليدية. كما ستكون تلك المعارض فرصة للتعريف بمنتوجات الحرفيين وتسويقها، في حين يسمح للمواطنين باقتناء تحف تقليدية والتعرف على ما جادت به أنامل الفنانين. من جهتهم، أبدى المواطنون الذين تحدثت إليهم "المساء"، إعجابهم الكبير بالمنتوجات المعروضة التي لفتت انتباههم، خاصة صناعة الحلي وصناعة النحاس، واصفين تلك الأنشطة بالمبادرات التي تبعث الحياة من جديد في شوارع العاصمة، بعدما كانت قبل أشهر، بمثابة مدينة أشباح، بسبب الفيروس القاتل الذي أدخل الجميع إلى البيوت تحت سياسة الحجر الصحي وحظر التجوال.