العائلة السكيكدية تستعد لاستقبال شهر الصيام

العائلة السكيكدية تستعد لاستقبال شهر الصيام
  • القراءات: 666
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

شرعت جل الأسر السكيكدية في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان الكريم بما يليق بمكانته الدينية والاجتماعية في آن واحد. وهي عادة، دأبت على التحضير لها منذ أزمنة؛ لأن رمضان بالنسبة لها، يمثل أكثر من رمزية؛ فإلى جانب كونه شهرا للعبادة، فهو يحمل الكثير من معاني التضامن والتآلف، والتفاف العائلة حول بعضهم البعض؛ في أجواء روحانية خالصة.

 

فمع اقتراب حلول شهر الصيام، تشرع ربات البيوت في تنظيف المنازل تنظيفا كليا؛ من تغيير للأفرشة والستائر، فيما تقوم عائلات أخرى بإعادة تنظيم ديكور البيت، وإخراج الزرابي الجديدة، وإعادة بثها في قاعة الاستقبال، التي ستخصص طيلة الشهر الفضيل لتناول وجبة الإفطار والسحور، لتتحول البيوت طيلة الأيام التي تسبق رمضان، إلى شبه خلية نحل؛ كل فرد من أفرادها يقوم بما يجب القيام به؛ استعدادا لشهر الصيام.ولا يقتصر الاستعداد لرمضان عند العائلات السكيكدية على تنظيف البيوت فحسب، بل يمتد نشاطهم إلى التسوّق؛ قصد اقتناء أوان جديدة؛ من صحون وأكواب وغيرها، وبعض الحاجيات التي تحتاجها ربة البيت السكيكدية في تحضير بعض الحلويات التقليدية والأكلات والأطباق التقليدية التي تتفنّن في إعدادها، بما فيها اقتناء بعض المواد الغذائية الضرورية؛ كالسميد، وزيت المائدة وغيرهما.

وتشهد العديد من المحلات التجارية إنزالا حقيقيا من العائلات؛ رغبة منها في التسوق واقتناء ما يجب اقتناؤه لهذا الشهر الفضيل؛ حيث تشهد محلات بيع الأواني والأفرشة وحتى المساحات الكبرى، ازدحاما كبيرا من العائلات السكيكدية.وحسب ما وقفنا عنده على مستوى حي الممرات 20 أوت ومحلات الملعب بحي الإخوة بوحجة وحتى حي السويقة وصالح بوالكروة، فإلى جانب المقتنيات المتعلقة بالأواني وغيرها، وقفنا على تلهّف العائلات على شراء زيت المائدة، والسميد، والفرينة، والسكّر، ومختلف التوابل، والفريك الذي يُستعمل في إعداد طبق الشوربة، وذلك رغم توفرها، إلا أن اللهفة والخوف من ندرتها مع بداية الشهر الكريم، تشتد على تلك المواد؛ فحسب من تحدثنا معهم، أرجعوا سبب ذلك الخوف إلى افتقادها أو ارتفاع أسعارها؛ فهم، حسبهم، لم يعودوا يثقون في السوق، خاصة مع التجارب السابقة عند حلول المواسم والأعياد والمناسبات.

وعلى الرغم من اندثار بعض العادات كما في الريف أو في المدينة، إلا أن عددا من العائلات السكيكدية المحافظة على عادات الآباء، مازالوا يحرصون كل الحرص على إحياءها؛ كتخزين المؤونة أو كما تسمى محليا بـ "العولة"، قبل رمضان بأيام. وتتشكل، بالأساس، من السميد المفتول أو السميد المجفف بالطريقة التقليدية، وكذا القمح المطحون أو كما يُعرف بـ "الفريك"، وزيت الزيتون، والزيتون الذي يحضَّر بالطريقة التقليدية، خاصة على مستوى المناطق الداخلية.

ولا حديث هذه الأيام بسكيكدة داخل الأسر، إلا عن شهر الصيام، الذي تنتظره العائلات السكيكدية بشغف كبير؛ لأنه شهر له نكهة خاصة ومميزة، ذات نفحات إيمانية خالصة على الرغم من أنه يحمل، أيضا وبين طياته، عادات الاجتماع، والسهرات التي ورثتها العائلة السكيكدية عن الأجداد، والتي تأبى أن تزول.