تعمد السيدة التيارتية، مع اقتراب شهر رمضان المعظم، إلى شراء أوان جديدة، وهي عادة مترسخة منذ عدة سنوات؛ حيث شهدت مختلف الأسواق ومحلات بيع الأواني، خلال الأيام الأخيرة من شعبان، إقبالا كبيرا من ربات البيوت لاقتناء مختلف الأواني، خاصة ذات الاستعمال الواسع في رمضان.

كما تشهد محلات بيع التوابل على اختلاف أنواعها، إقبالا كبيرا. وتقصدها التيارتيات لاقتناء ما يزيد أطباقها لذة؛ على غرار "التشيشة" سواء من المرمز المصنوع من مادة القمح الصلب الصافي، أو التشيشة المصنوعة من مادة الشعير. ورغم الظروف الاجتماعية الصعبة جراء غلاء الأسعار وارتفاع بعضها ارتفاعا قياسيا، إلا أن معظم العائلات تسهر على توفير أدنى متطلبات مائدة رمضان في ظل التكفل الاجتماعي المعهود؛ سواء في ما بين العائلات والمواطنين عموما، أو مختلف أجهزة الدولة، التي عملت، طيلة الفترة الأخيرة، على تحيين قوائم المساعدات الموجهة للعائلات المعوزة، التي استفادت من مختلف المساعدات قبل أسبوع من الآن.

وعلى ذكر الحركة التضامنية الواسعة التي غالبا ما تطبع الشهر الفضيل، خصصت مجموعة من أصحاب المال والأعمال حيزا كبيرا للجانب التضامني؛ من خلال رصد مساعدات عينية، ممثلة في مواد غذائية مختلفة وُجهت لعدة عائلات، أو مساعدات مالية مباشرة استفادت منها عشرات العائلات، وهو ما يعكس الطابع التضامني، وتآزر الشعب الجزائري فيما بينه، خاصة في المواسم الدينية، لا سيما شهر رمضان المعظم الذي لم يفقد نكهته.