هجروا الكتب
الشباب يحيكون قصص عشق مع الهواتف

- 546

أبرز المشاركون في معرض الكتاب بساحة بلوزداد، تخوفهم من هجرة المواطنين للكتاب، لاسيما من فئة الشباب، حيث أشاروا خلال تواجدهم بالساحة، إلى أنه رغم الحركة الكبيرة التي تشهدها تلك الساحة بفضل محطتي "الميترو" و"الترامواي"، إلا أن زائري المعرض كادوا يكونون نادرين.
طالما كان الكتاب أحسن جليس، لاسيما بالنسبة للأجيال السابقة، التي كانت تهتم بالكتاب وتجعله جزءا من حياتها التي لا يمكن الاستغناء عنه، إلا أنه يعاني اليوم العزوف التام تقريبا، ولم يعد يهتم به إلا فئة قليلة من المجتمع.
في هذا الخصوص، أوضحت "ن.فايزة"، أمين مكتبة ببلدية باش جراح، ومشاركة في معرض الكتاب بساحة بلوزداد، أن أكثر المقبلين على الكتاب اليوم، هم الطلبة الجامعيون، للبحث عن بعض الكتب الأجنبية فقط، وعادة لا تصنف تلك الكتب ضمن كتب المطالعة، فالكتاب الذي يشتكي العزوف هي تلك الخاصة بالمطالعة، ليس لغرض الدراسة، مشيرة إلى أن المشكل اليوم ليس استعمال الكتاب بين الضرورة والرغبة، فما "نحاول الحديث عنه هي المطالعة للتثقيف وإثراء الرصيد المعرفي الذي لدينا، من خلال القراءة والتطلع على مختلف الكتب بشتى أنواع الأدب، على غرار الكتب الفنية، التاريخية، الروايات، والدينية، وغيرها من الكتب الأخرى التي بعضها لا يمكن إيجاد محتوياتها في الأنترنت، كما يعتقده البعض".
أشارت المتحدثة إلى أن الشباب اليوم، استبدل الكتاب بالهاتف النقال، ويمكن لمس هذه الظاهرة في مختلف الأماكن العمومية، وحتى في البيت، فبدل حمل الكتاب أصبح الفرد متعلقا بهاتفه ويكاد يجلب كافة انتباهه لما يتم حوله، وهو أمر مثير للقلق.
قالت، إن المشكل لا يرتبط بالتكنولوجيات فقط، حتى وإن كان جزءا من المسؤولية، يعود على التطور الذي شهده هذا المجال، إلا أن المشكل الحقيقي يبقى في تفكيرهم، لاسيما الفئة المثقفة التي خطت خطوات كبيرة في التعليم العالي، والتي لها إدراك بماهية الكتب وأهميته، فبعض الدول ورغم تقدمها في مجال التكنولوجيات، إلا أنها لا زالت تقدس الكتاب، والدليل على ذلك أن بعض الشباب يحملون معهم الكتب ويقرأونها في وسائل النقل العمومي أو الحدائق العامة، ليس بصفة كبيرة، وهذا يوضح مدى أهمية الكتاب لدى تلك الشعوب.
قالت فايزة، إن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، ولابد من معرفة الفصل بين النافع والضار، للانتفاع بما جاءت به العولمة حتى لا تؤثر تلك التكنولوجيات على شبابنا، لاسيما أن هذه الظاهرة مست الطفل الذي بات هو الآخر مهووسا بحمل هاتف والديه، حيث تثير الأضواء اهتمامه وتركيزه الكامل، وهو خطر على الطفل.
في الأخير، ذكرت أمين المكتبة أن أكثر الكتب اليوم، التي أصبحت تلك الأقلية تقبل عليها، هي الروايات، فرغم إثرائها للغة واحتواء بعضها على مغزى أو حكم، إلا أنها لا تضيف ثقافة علمية أو تاريخية لقارئها، عكس الكتب التاريخية، الثقافية أو العلمية الأخرى التي لها منهج علمي دقيق، كتبت وفقه وتساعد على مد معلومات نثري بها فكرنا ونوسع رصيدنا العلمي بفضلها.