ممارسةٌ لها أبعاد تاريخية وأخرى وليدة ظرف اجتماعي
الشاب البليدي.. هوس كبير بالدراجات النارية

- 847

لايزال شغف ركوب الدراجات والدراجات النارية لدى الشباب بولاية البليدة، كبيرا؛ فلا يكاد يخلو أي منزل من وجود دراجة أو دراجة نارية، خصوصا هذه الأخيرة التي بدأ التعلق بها نتيجة أسباب تاريخية، ليتطور إلى رغبة في المنافسات الرياضية، وأخرى لتلبية حاجة اجتماعية، ممثلة في الهروب من زحمة الطرقات، ونتيجة ارتفاع أسعار السيارات.
المتجول في شوارع البليدة وعبر مختلف بلدياتها 25، يقف على التواجد المكثف لمستعملي الدراجات والدراجات النارية من فئة الشباب، البعض لم يتجاوز حتى السن القانونية لقيادتها. ويستعملها بعضهم من أجل تسهيل التنقل وقضاء حوائجه، وبعضهم الآخر من هواة ركوب الدراجات النارية، ومحبي السرعة، والمنخرطين في النوادي. وحسب ما جاء على لسان بعض الشباب الذين تحدثت إليهم "المساء"، فإن أغلب من يحبون الدراجات النارية، يمتلكها ذووهم، وبالتالي فإن وجودها في المنزل واحد من الأسباب التي جعلتهم يتعلقون بها.
ويقول محمد أمين سيدي يخلف رئيس نادي "بليدة رايدرز" للرياضات الميكانيكية، بأن أحد الأسباب التي جعلت البليدة رائدة في مجال الرياضات الميكانيكية يعود، بالدرجة الأولى، إلى الحقبة الاستعمارية، حيث كان جيل تلك الفترة يشاركون في مختلف سباقات الدراجات النارية على مستوى أعالي جبال الشريعة، وبالتالي فإن حب ركوب الدراجات والدراجات النارية لديه تاريخ وجذور، وهو ما يبرر التعلق الفطري لشبابها بهذا النوع من المركبات، مشيرا إلى أن العائلة البليدية كانت منذ القديم، محبة للرياضات الميكانيكية، التي تم توارثها بين الأجيال أبا عن جد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الدافع أيضا إلى الانتشار الكبير لاستعمال الدراجات النارية خاصة من فئة الشباب، الزحمة المرورية، بعد التوسع العمراني بالبليدة. وأمام الارتفاع في أسعار السيارات، أصبح الإقبال كبيرا على شراء الدراجات النارية.
وأكد المتحدث أن من بين العوامل الهامة التي ساهمت في الانتشار الكبير لاستعمال الدراجات النارية خاصة في السنوات الأخيرة، كون ولاية البليدة من الولايات المسطحة؛ بحيث لا تحتوي على مرتفعات باستثناء جبال الشريعة، وبالتالي فمن السهل التنقل بهذه الوسيلة بدون الشعور بالتعب.
وحول مدى الإقبال على تعلم قيادة الدراجات النارية على مستوى النادي، أشار متحدث "المساء" إلى أن الإقبال كبير على تعلم قيادة هذا النوع من وسائل النقل، غير أن التعليم والتكوين على مستوى النادي يتم لفائدة المنخرطين فقط من الأعضاء، والذين يقدر عددهم بـ 54 عضوا، وأن الهدف من وراء ذلك هو تشجيع الشباب الهاوين على ركوب الدراجات والدراجات النارية، على الانخراط بالنوادي، وتعلم فنيات قيادة هذا النوع من وسائل النقل، التي أصبحت تحصد عددا كبيرا من الأرواح في السنوات الأخيرة بسبب عدم التقيد بمعايير السلامة، والاعتماد على السرعة المفرطة. وحسبه، فإن النادي يضمن للهاوي الاستفادة من مهارات المختصين، ويغطي النقص المسجل على مستوى مدارس تعليم السياقة.
وقال المتحدث إن شغف الشباب بركوب الدراجات النارية "جعلنا نطالب الجهات الوصية بإعطاء اهتمام أكبر لمثل هذا النوع من الرياضات؛ من خلال تشجيع النوادي على تأطير الشباب، وتكوينهم، والمضي قدما لصنع أبطال يمثلون الجزائر أحسن تمثيل، ولكن، للأسف الشديد، النوادي التي تهتم بمثل هذه الرياضات مهمشة رغم أن الرياضات الميكانيكية تُعد من أكبر الرياضات الشعبية بعد كرة القدم"، مردفا: "لذا نتمنى من الجهات الوصية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، أن تولي أهمية أكبر للنوادي التي لديها دور هام في تأطير وتكوين الشباب الهاوين لركوب الدراجات النارية؛ سواء كان ذلك لتلبية احتياجاتهم اليومية، أو كنوع من الرياضة، يكفي، فقط، توفير المضامير التي من شأنها أن تلبي حاجة الشباب إلى ممارسة السرعة بدون أن يشكل ذلك خطرا على أنفسهم أو على غيرهم".