مبادرة أطلقها إعلاميون بجيجل
"السياحة التضامنية".. ترويج لكنوز المناطق الجبلية

- 54

أخذت مجموعة من الإعلامين بولاية جيجل الساحلية على عاتقها مهمة المساهمة في الترويج لمختلف المناطق السياحية على مستوى الولاية غير المكتشفة، وأطلقوا ما يسمى بـ"السياحة التضامنية"، لدعم أبناء المنطقة من الحرفيين وحمل الزوار من داخل الوطن والسياح على ممارسة السياحية الجبلية وعدم الاكتفاء بزيارة المواقع المعروفة فقط، حيث كانت الانطلاقة للترويج لهذا الفكر السياحي الجديد من ولاية جيجل، التي تشهد تدفق أعداد كبيرة عليها للاستمتاع بجمال شواطئها وشلالاتها الخلابة في انتظار أن يتم تعميمها على عدد من الولايات التي تشهر بالسياحة الجبلية.
الترويج للفعل السياحي والمساهمة في إعادة بعث النشاط السياحي بعدد من المناطق تزامنا واقتراب حلول موسم الصيف، هي مسؤولية تقع على عاتق الإعلاميين وفق صحفي إذاعة جيجل الجهوية كريم شكيرب، ورئيس جمعية "السفير" للسياحة لولاية جيجل، الذي اضاف أن "الدافع إلى الانخراط في العمل الجمعوي منذ سنة 2013 كان بعد الوقوف من خلال النشاط الإعلامي والعمل الجواري على المؤهلات السياحية غير المكتشفة التي تتمتع بها ولاية جيجل، والتي لا تنحصر فقط في شواطئها الخلابة وإنما تمتد إلى جبالها المهملة التي تحتاج إلى من يكتشف ما تتمتع به من جمال وما يحتفظ به سكانها من حرف يدوية وصناعات تقليدية" .
وحسب الإعلامي كريم الذي زار ولاية البليدة مؤخرا، رفقة عدد من الصحفيين في إطار التبادل الثقافي والسياحي بين جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، وجمعية السفير لولاية جيجل فإن "الغاية من النشاط الجمعوي هو إشراك الإعلامي في نفض الغبار عن بعض المواقع السياحية التي تحتاج لأن تكتشف"، وحسبه فإن ولاية جيجل، بحاجة لأن يعاد بعث السياحة الجبلية فيها، مؤكدا أن 80 بالمائة منها غير مستغل، وأن الزوار والسياح لم يكتشفوا إلا 20 بالمائة من جمال هذه الولاية الساحلية، مشيرا إلى أن المناطق الجبلية تم هجرها بسبب العشرية السوداء، ومن خلال النشاطات التي يقوم بها الإعلاميون بمرافقة جهود التنمية تم الوقوف على ما تزخر به جبال المنطقة من مؤهلات سياحية غير مستغلة، مردفا بالقول: "ما دفعنا إلى تكوين فريق إعلامي شغله الشاغل كيفية حمل الزائر المحلي وحتى السائح الأجنبي على عدم الاكتفاء بزيارة الأماكن المروج لها فقط خاصة ما تعلق منها بالشواطئ وإنما ممارسة أيضا السياحة الجبلية عن طريق تنظيم عدد من التظاهرات بمختلف المناطق الجبلية".
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن أفضل سفير للسياحة المحلية هو الإعلامي، لأنه يعتمد على وصف مختلف الأماكن السياحية بالاعتماد على خبرته وعلى الصورة أو باستخدام الصوت، لافتا إلى أن أغلب الصفحات التي تروج لمختلف الأماكن السياحية لا تقدم الوجه الحقيقي للسياحة المحلية لأن اصحابها غير مكونين، كما تطغى على صفحاتهم النزعة الجهوية، لافتا إلى أنه ومن خلال هذه الجمعية أيضا تم الترسيخ لفكر جديد وهو "السياحة التضامنية" التي يقصد بها زيارة منطقة جبلية واكتشاف جمالها، والتضامن مع سكانها من أبناء المنطقة من خلال اقتناء ما يعرضونه من صناعات تقليدية أو عسل أو حليب أو زيت زيتون، لاسيما وأن أبناء المنطقة لا يزالون متمسكين بمختلف النشاطات الحرفية والفلاحية، وبالتالي "الزائر أو السائح ومن خلال ممارسته للسياحة الجبلية وشراء منتجاتهم يحثهم على التمسك بمنطقتهم ويدعم نشاطهم الحرفي والفلاحي"، مؤكدا بأن الفكر السياحي التضامني يجري الترسيخ له على مستوى ولاية جيجل بالتنسيق مع بعض الجمعيات، حيث بدأ العمل ببعض البلديات وجارٍ تعميمها عبر كامل الولاية من خلال مبادرة "ربيع جيجل"، التي تعتبر تظاهرة سنوية يتم خلالها إحياء ربيع جيجل في طبعته السادسة باختيار منطقة جبلية والاتفاق مع سكانها ليحضروا أهم ما تتمتع به المنطقة من أكلات تقليدية وصناعات حرفية، ويتم التعريف بها واقتناء ما يتم الترويج له وبهذه الطريقة يتم إنعاش المنطقة الجبلية ودعم السكان.
وحول البرنامج المسطر مع اقتراب حلول موسم الصيف، أشار المتحدث إلى أن الاختيار هذه المرة وقع على منطقة جبلية ببلدية وجانة، وهي منطقة بحاجة لأن تكتشف، وكذا التحضير للطبعة الثامنة للتجول بالدراجات الهوائية تحت شعار "بدراجتك تكتشف جمال بلادك".