واحدة من أخطر أمراض العصر

السكتات القلبية تأخذ الأرواح في صمت

السكتات القلبية تأخذ الأرواح في صمت
  • 662
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دق المختص في أمراض وجراحة القلب الدكتور مصطفاوي جابور، ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد الجزائريين المصابين بأمراض القلب، وما يصاحب ذلك من نوبات وسكتات قلبية، مشيرا إلى أن عدة أسباب أدت إلى تفاقم هذا المرض، وبشكل كبير في الجزائر، وعلى رأسها الضغوطات الناتجة عن العشرية السوداء، وتلك الصور البشعة التي خلّفها الإرهاب الذي لم يكن له دين ولا انتماء في تلك الفترة، مشيرا إلى أهمية توعية المواطنين بـ"سماع" الجسم، والانتباه للإشارات التي يمكن أن يرسلها للتحذير من احتمال وقوع نوبة متفاوتة الخطورة؛ للوقاية، وتفادي المضاعفات التي قد تودِي بحياة الفرد. 

وقال الطبيب إن ظاهرة الوفاة بسبب السكتات القلبية تتطور بشكل ملفت للانتباه ومقلق في الجزائر. وينخفض، بشكل مخيف، متوسط عمر الإصابة عند الشباب، خصوصا أنها كانت من الحالات التي تصيب كبار السن بشكل واضح، إلا أن، اليوم، شبابا وحتى أطفالا يعانون أمراض مرتبطة بالقلب؛ كالقصور، تؤدي غالبيتها، حتما، إلى إصابة بنوبة قلبية في حال عدم العلاج أو تغيير النمط المعيشي والسلوك الحياتي، مشيرا إلى أنه خلال عشرين سنة الأخيرة، تضاعف هذا المشكل لأسباب عديدة، على رأسها ارتفاع ضغوطات المعيشة، والقلق والتوتر المتزايدان؛ سواء في الحياة العملية أو في الحياة اليومية، أو ظروف المعيشة أو مشاكل عائلية وغيرها.

وأضاف جابور أن الغذاء غير السليم في محلات الأكل السريع أو حتى في البيت، إذا لم يكن متزنا، والسمنة المفرطة، والتدخين، وتلوث المحيط واستنشاق هواء غير نقي.. تزيد من نسبة الإصابة بهذا المشكل الصحي الخطير، الذي لا يقل خطورة عن السرطان؛ فهو، عادة، لا ينبّه، ولا يمكن تحديده إلا عند حدوث النوبة أو السكتة القلبية.

وأكد مصطفاوي جابور أن النسب اليومية لوفيات الصدمة القلبية في الجزائر، بلغت 32٪؛ أي 50 ألف حالة سنوية، وهي نسبة كبيرة جدا يقول المختص، خصوصا أن التكفل بهذه الحالات وتحديد خطورتها يصعب في مرحلة متقدمة، لا سيما أن كثيرا من المواطنين خاصة الشباب، لا يولون اهتماما ببعض الإشارات التي قد يرسلها الجسم للتنبيه بتهديدات قريبة. وقال إن السكتة القلبية باتت، اليوم، واحدة من أكثر أمراض العصر المخيفة، التي تأخذ ضحاياها بدون سابق إنذار. وعدم التشخيص الدقيق لأمراض القلب يفاقم المشكل، ويزيد من حدته، مؤكدا أن المصابين بالأمراض المزمنة أكثر عرضة لتلك الإصابات، بعد الأشخاص الذين يعانون ضغوطات نفسية حادة؛ كالسكري، والضغط الدموي.