في زمن الجائحة
السطايفية يحيون شعار"المدينة الجميلة"

- 1033
تشهد مدينة سطيف مبادرات عديدة لتزيين وتنظيف أحياء المدينة، في مبادرة يشارك فيها العديد من المواطنين، لملء الفراغ الذي فرضه عليهم الحجر الصحي، وفضل العديد من سكان عاصمة الهضاب العليا، الذين فرض عليهم فيروس "كورونا" "البطالة"، تفعيل العمل التضامني والتطوع لتزيين وتحسين صورة أحيائهم، من خلال هذه المبادرة التي تعبر بحق عن أرقى صور المواطنة.
من أجل تعزيز مجهودات الدولة في هذا المجال، وتجسيد شعار "سطيف مدينة جميلة"، الذي يمكن قراءته منذ عدة سنوات، بجوار المدخل الرئيسي للمدينة، وعلى مختلف مركباتها، خاصة التي تستعمل في تنظيف المدينة، تجند سكان العديد من الأحياء منذ بداية جائحة "كورونا"، للقيام بعمليات تنظيف وتطهير واسعة وتهيئة الأرصفة وغرس أشجار مثمرة، وأخرى مزهرة، وإزالة الأعشاب الضارة وطلاء العمارات وتزيينها برسومات، وصيانة الأجزاء المشتركة للعمارات وتسييج المساحات الخضراء، وغيرها من الأعمال التطوعية التي أضفت رونقا وجمالا على مدينتهم. تأتي مبادرة سكان حي "حشمي محمد" 140 سكنا (عمارات يعود بناؤها إلى 1975) المعروف بحي "المعبودة"، في صدارة هذه العمليات التطوعية التضامنية، حيث التف سكان هذا الحي كبارا وصغارا، واحتضنوا المبادرة وجعلوا من الحي ورشة كبيرة لإعادة تأهيل أحد أعرق أحياء المدينة بعد الاستقلال، بالعزم والتشمير على سواعدهم، في ظل شح الإمكانات.
بـ«المعبودة" الذي كان سباقا لمثل هذه المبادرة، توسعت الروح التطوعية في سبيل تجميل سطيف، لتشمل العديد من أحياء المدينة، على غرار أحياء 1014 سكنا، و500 سكن الشعبي، والقصرية و20 أوت المعروف بحي 1000 سكن، و950 سكنا بشوف لكداد، و53 سكنا لعرارسة، وحي عمارات الصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية المعروف بحي "قاوة"، وغيرها من الأحياء التي تشهد حركة تطوعية، استحسنها الجميع من مواطنين وسلطات محلية.
تشجيعا لمثل هذه المبادرات، نظم المجلس الشعبي لبلدية سطيف، بمناسبة إحياء الذكرى 58 لعيدي الاستقلال والشباب، جائزة "أحسن حي" تحت شعار "معا لنبني الجزائر الجديدة"، توجت بها الـ 5 أحياء الأولى بجوائز تدعيمية للمجهودات المبذولة من طرف المتطوعين، تتمثل في تجهيز هذه الأحياء بفضاءات لعب وكراس وحاويات لجمع النفايات المنزلية.
من جهتهم، طالب أغلب ممثلي الأحياء، وعلى رأسهم رئيس جمعية "المعبودة" فاتح راشدي، السلطات المحلية بمرافقة هذه المبادرات بجدية أكبر، لأن ما خصص كجوائز مادية للأحياء الخمسة الأوائل في هذه المسابقة، "لا يرقى" ـ على حد تعبيره ـ "إلى مستوى الفعل الإيجابي الذي يقوم به المتطوعون"
ويطالب مواطنون من جهتهم، بأن تكون المرافقة من طرف السلطات المعنية في أمور أخرى، على غرار صيانة أسطح العمارات وطلائها، وغيرها من الأمور، واستغلال هذه الهبة التطوعية بأكثر جدية لما لها من فوائد وإيجابية. كما يأملون في إعادة بعث مهنة مسير العمارات، من أجل إلزام السكان باحترام نظام تسيير الأجزاء المشتركة، على حد تعبير العديد منهم.