بين دعم المواهب وتحدي الإمكانات

الرياضي الصغير.. بذرة النخبة الوطنية

الرياضي الصغير.. بذرة النخبة الوطنية
  • 240
رشيدة بلال رشيدة بلال

لاتزال الرياضة المدرسية رغم كلّ الجهود المبذولة لترقيتها والاهتمام بالمواهب في مختلف الأطوار التعليمية، تعاني من بعض النقائص التي تحول دون تمكين التلاميذ من ممارستها بالشكل المطلوب، خاصة ما تعلّق منها بنقص المعدات الرياضية، وقلّة الملاعب المهيأة بالمؤسّسات التربوية. وهي نقائص تستدعي تسليط الضوء عليها من أجل ترقية هذا القطاع الذي يفرز سنوياً من خلال البطولات الجهوية والوطنية، ثلة من الأبطال المتميّزين في مختلف الرياضات، ويراهن عليه ليكون خزّانا لدعم النخب الوطنية.

شهدت ولاية البليدة على غرار باقي ولايات الوطن، الانطلاق الرسمي للموسم الرياضي المدرسي؛ حيث كان رياضيوها من مختلف الأطوار التعليمية في الموعد بملعب "مصطفى تشاكر" . وبرعوا في تقديم عروض رياضية متنوّعة في عدد من الرياضات الجماعية والفردية. وحسب تصريحات بعض المشاركين، فإنّ طموحهم كبير في مواصلة المشوار، والمشاركة في مختلف المنافسات المحلية والجهوية والوطنية، ولِم لا حتى الدولية.

ومن جهته، أكّد الأمين العام للرابطة الولائية للرياضة المدرسية أحمد صخري، أنّ هذا النوع من الرياضة يحظى باهتمام كبير من طرف وزارتي التربية الوطنية والرياضة، خاصة بعد العناية التي أولاها لها رئيس الجمهورية؛ من خلال إدماج أساتذة التربية البدنية والرياضية في الطور الابتدائي، وهو ما عزّز أهمية الرياضة داخل المدرسة، وجعل المؤطرين أكثر تأهيلاً لتدريب التلاميذ وفق برنامج مسطر، يهدف، فضلا عن اكتشاف المواهب الشابة، إلى تحسين التحصيل العلمي للتلميذ.

وأضاف المتحدّث أنّ الرياضة المدرسية تُعدّ خزّاناً للمواهب الشابة التي يُراهَن عليها، وإدماجها لاحقاً في مختلف النخب الوطنية، حسب نوع النشاط الرياضي، سواء كان فردياً أو جماعياً. كما لفت إلى أنّ ولاية البليدة تُعد رائدة في هذا المجال، حيث حازت سنة 2024 على عدّة ألقاب وطنية، منها المرتبة الأولى وطنياً في كرة السلة لفئة الصغيرات، والمرتبة الثانية في كرة القدم، والمرتبة الثانية في الكرة الطائرة بالنسبة لفئتي الذكور والإناث.

وأوضح صخري أنّ هؤلاء الموهوبين يتم تأطيرهم من طرف فرق رياضية مختصة وفق برنامج محدّد، حيث تُكتشف المواهب بمساعدة أساتذة التربية البدنية، الذين يتكفّلون بتكوين فرق المؤسّسات التعليمية، للمشاركة في المنافسات ما بين المؤسّسات؛ لتمثيل الولاية على المستويات الولائية، ثم الجهوية، فالوطنية، مشيراً إلى أنّ أستاذ التربية البدنية هو الحلقة الأساسية في عملية اكتشاف المواهب، وتحضيرها للمنافسات التي تنظّمها مديرية التربية.

وعن أهم التحديات التي تواجه الرياضة المدرسية أشار المتحدّث إلى أنّ أبرزها يتعلّق بضرورة تخصيص ساعات أكثر لممارسة الرياضة داخل المؤسّسات التعليمية؛ حتى يتسنى للتلاميذ التعبير عن قدراتهم، ومنح الأساتذة فرصة لاكتشاف المواهب؛ إذ إنّ الحصة الرياضية بالمتوسطات والثانويات لا تتعدى ساعتين في الأسبوع، بينما لا تتجاوز ساعة واحدة في الابتدائيات، وهي مدّة غير كافية لتحقيق نتائج مميّزة. كما تضاف إلى ذلك مشكلة غياب القاعات الرياضية في العديد من المؤسّسات، خاصة الابتدائيات، فضلاً عن نقص العتاد الرياضي اللازم لممارسة مختلف الأنشطة.

وختم المتحدّث بالتأكيد على أنّ الاهتمام بالرياضة المدرسية موجود فعلاً، خاصة بعد الرعاية السامية التي حظيت بها من رئيس الجمهورية. غير أنّ الرهان الحقيقي اليوم يكمن في توفير القاعات المتخصّصة، والعتاد الرياضي، إلى جانب مرافقة الأولياء أبناءهم، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة. أما بخصوص تطلّعات ولاية البليدة فقد أوضح المتحدّث أنّها تسعى من خلال الرياضة المدرسية، إلى توسيع المشاركة في جميع الرياضات الفردية والجماعية، بما يضمن استمرار بروز أبطال يمثلون الولاية والجزائر في مختلف المنافسات الوطنية والدولية.