فوزي مرير مختص في الطب الرياضي لـ “المساء”:

الرياضة تجنّب الإصابة بالسرطان بنسبة 40 ٪

الرياضة تجنّب الإصابة بالسرطان بنسبة 40 ٪
  • القراءات: 707
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

كشف فوزي مرير، مختص في الطب الرياضي لدى مصلحة الطب الرياضي بمستشفى معوش امقران، أن ممارسة نشاط رياضي قد يبعد الإصابة بمرض السرطان بنسبة 40 ٪، خصوصا السرطانات ذات الهرمونات المستقلة كسرطان الثدي والقولون والبروستات، مشيرا إلى أن النظام الصحي، اليوم، يقوم أكثر على الوقاية؛ فرغم التطور في المجال الصحي والتكفل والعلاج، إلا أن الوقاية دائما تبقى خيرا من العلاج، وهذا ينطبق، حسبه، بشكل كبير، على الوقاية من السرطان بأنواعه.

أكد الطبيب أن العوامل المسببة للسرطانات ترتبط، بشكل كبير، بالنظام المعيشي الحديث، الذي ينقسم بين أسباب يمكن التحكم فيها، وأخرى لا يمكن ذلك. ومعنى التحكم فيها، يضيف مرير، إمكانية الوقاية من خلال الابتعاد عن بعض السلوكات الخاطئة التي تعتبر من عوامل التأثير على الصحة، وبالتالي تعريضها للإصابة بالسرطان.

وأشار المتحدث إلى أن الخمول البدني أكثر العوامل المسببة للأمراض، وأخطرها الإصابة بالسرطان، موضحا: “الخمول البدني يسبب السمنة، وهو ما أكدته الدراسات؛ إذ إن زيادة الوزن أو السمنة يجعل الفرد عرضة لتلف الأنسجة وتطور الأورام؛ حيث إن أكثر من 10 أنواع من السرطان مرتبطة بالوزن الزائد في الدراسات البحثية الحديثة، وبذلك فالخمول يعد عاملا من عوامل الخطر الذي يمكن محاربته من خلال ممارسة نشاط بدني وفقا لحالة كل فرد؛ إذ يختلف النشاط الذي يمارسه وفق سنّه، وصحته أو البيئة التي يعيش فيها”. وأضاف المتحدث أن النشاط الرياضي لا يعني ممارسة رياضة المحترفين للوقاية من الأمراض، أو ممارستها على مدار اليوم، وإنما نشاط بدني كالسباحة، وركوب الدراجة، والهرولة، أو بكل بساطة المشي، أو ممارسة أشغال البيت كالتنظيف أو البستنه، وهذا لـ 30 دقيقة على الأقل يوميا، وبمعدل 5 أيام في الأسبوع، وهو كاف للوقاية من العديد من الأمراض، كالسرطان، والسكري، وضغط الدم.

وعلى صعيد ثان، أشار فوزي مرير إلى أن النظام الغذائي الحديث للجزائريين، تحوّل تماما، وأصبح لديهم سلوكات غذائية غير صحية؛ ما يعرّض حياتهم للخطر، وهذا بدون ذكر العوامل الأخرى كالتدخين، واستهلاك الكحول، وكذا القلق الذي يعد، هو الآخر، أحد العوامل الخطيرة التي باتت تطبع يوميات المواطن الجزائري الذي يعيش الكثير من الضغوطات النفسية الحادة، التي تؤثر سلبا على صحته النفسية وسلامته البدنية، مضيفا في نفس الصدد، أنها كلها عوامل، يمكن التحكم فيها من خلال تغييرها، وتحويلها بسلوكات أكثر سلامة على صحتنا. كما نبّه الطبيب إلى أن هناك بعض الاعتقادات الخاطئة تدور في ذهنيات الكثيرين؛ كلزوم المريض الفراش وعدم تركه، وبقائه مستلقيا طوال اليوم للراحة والاسترخاء، وهو معتقد خاطئ وخطير؛ فالمريض كذلك أو حتى المصاب بالسرطان، لا بد أن يبحث عن نمط معيشي أكثر سلامة، لا سيما المصاب بالسرطان، وخصوصا في مرحلة العلاج الكيماوي، فالرياضة أو النشاط البدني يساعد في طرح الجسم تلك السموم التي يخلّفها العلاج الكيماوي. والأعراض الجانبية للعلاج لا تظهر عليه كثيرا مقارنة بالمريض الخامل. كما أن الرياضة، يؤكد مرير، تنقص احتمالية انتكاسة المصاب بالسرطان بعد خضوعه لعملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث..

وأشار مرير إلى أن ممارسة النشاط الرياضي خلال الشهر الفضيل، ممكنة؛ سواء للشخص السليم أو المريض، على أن يكون ذلك وفق شروط محددة، ومراعاة للأحوال الجوية، وأن يكون قبل ساعة من الإفطار أو بعد الإفطار؛ حتى لا يعرّض الجسم للجفاف، ويرهقه قبل موعد الأكل.