الوادي

الدوبارة الأكلة الأكثر رواجا في فصل الصيف

الدوبارة الأكلة الأكثر رواجا في فصل الصيف
  • القراءات: 810

تُعد الدوبارة الأكلة الشعبية الأكثر رواجا وسط العائلات السوفية في عز فصل الصيف، لاسيما خلال شهري جويلية وأوت عندما تشتد درجة الحرارة متجاوزة 45 درجة مئوية تحت الظل. وتُعتبر هذه الأكلة طبقا أساسيا، وغالبا الوحيد الذي يوضع على مائدة وجبة غداء الأسر بالمنطقة. وتفضل العديد من العائلات تقديمها باردة لمواجهة حرارة الجسم الناتجة عن حرارة الشمس الساطعة في كبد السماء فترةَ الغداء.

يُرجع العديد من متناولي طبق الدوبارة اعتمادها كوجبة غداء أساسية ومستقلة منذ بداية انتشارها في بداية القرن العشرين، إلى كونها أكلة مميزة، تساعد في القضاء على الشعور بالعطش والجوع طيلة ساعات اليوم خلال فصل الصيف؛ لاحتوائها على عناصر غذائية مهمة، أهمها الحبوب سواء الحمص أو الفول، بالإضافة إلى باقي المكونات (الفلفل الأخضر والطماطم الطازجة والطماطم المصبرة والملح والثوم والهريسة والتوابل وزيت الزيتون والزيتون)، وهي كلها مكونات تساعد الجسم على مقاومة الحرارة خلال فصل الصيف.

وتفضل معظم العائلات السوفية خصوصا في الصيف وعلى عكس باقي الفصول، تحضير هذه الأكلة الشعبية بالبيت بعد انتقاء مكوناتها بعناية من السوق وعزوفهم عن اقتنائها معلبة داخل أكياس بلاستيكية وأوان منزلية من الفضاءات المخصصة لبيع هذه الأكلة؛ مخافة تلفها نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. إلا أن بعض الرجال يفضلون تناولها وسط ديكور تقليدي؛ من الكراسي إلى الطاولات إلى الأواني التي يوضع فيها الطبق بالفضاءات التجارية بالأسواق اليومية المخصصة لهذا الغرض، لاسيما بالسوق المركزي وسط المدينة؛ حيث تروَّج هذه الأكلة ابتداء من الساعات الأولى من الصباح إلى غاية الواحدة بعد الزوال. ويقول بدر الدين/ب، وهو شاب إطار يشتغل بإحدى الشركات البترولية بالجنوب، إنه يفضل تناول الدوبارة بالفضاءات المخصصة لترويج هذه الوجبة وسط السوق المركزي نظرا للطابع الخاص التقليدي لهذه الفضاءات، الذي يمنح نكهة مميزة تربط بتاريخ هذه الأكلة وطقوس تناولها، إلا أن السيدة مسعودة/ ز أستاذة بالطور الثانوي التقيناها بأحد المحلات وكانت بصدد اقتناء مكونات ومقادير طبق الدوبارة، أكدت أنها لا تشتري طبق الدوبارة معلبا؛ فهي تفضل إعدادها في بيتها العائلي؛ لأن المقادير من مكونات هذه الأكلة تعدها بناء على احتياجاتها وذوق أسرتها، وذهبت إلى حد القول إنها صحية أكثر، لا سيما في فصل الصيف.

وأكدت، من جهتها، السيدة جميلة.ع وهي ربة بيت التقينا بها على بعد أمتار فقط من الفضاءات التجارية المخصصة لبيع الدوبارة بالسوق المركزي، أكدت أنها تفضل شراء هذه الأكلة من السوق، مشيرة إلى أنها تحافظ على صلاحيتها من خلال سرعة نقلها إلى المنزل، إضافة إلى ذلك فهي تشتري المكونات والمقادير مجزأة وتقوم بتحضيرها.

وعن تسويق هذا الطبق في فصل الصيف يقول محمد /س وهو صاحب أقدم محل لبيع هذه الأكلة الشعبية وسط السوق المركزي، إن مرتادي جناح محلات بيع الدوبارة يتوزعون بين زبائن يأكلون طبقهم المفضل بهذه الفضاءات المخصصة، وآخرين يفضلون أخذ هذه الأكلة معلبة لنقلها إلى منازلهم، وهي الفئة الأقل مقارنة بباقي فصول السنة.

وتبقى الدوبارة الأكلة الشعبية المفضلة للعديد من العائلات السوفية على اختلاف قدراتهم الشرائية، فهي لازالت تحتفظ ببريقها وبهرجها الذي صنعه مختصو هذا الطبق، الذين يطلق عليهم اسم الدوبارجية؛ فهي الطبق الأقل سعرا الذي يتراوح بين 100 و150 دينارا.