من أجل عام حافل بالنجاح
الدخول المدرسي... هكذا تكون الانطلاقة الجديدة

- 180

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي تتجدد الأسئلة في بيوت الجزائريين حيال استقبال هذه المرحلة المهمة، وكيف نهيئ أبناءنا نفسياً ومعرفياً وصحياً حتى يكون العام الدراسي ناجحاً، لا سيما أن التحضير لا يقتصر على شراء المحافظ والكراريس، بل يتعداه إلى تربية سلوكية فعالة، مع إعادة تنظيم الحياة اليومية، بداية من النوم باكرا، والاستقاظ صباحا من أجل استقبال يوم جديد.
أكدت الأخصائية النفسية "نسرين.أ" في تصريح لـ " المساء" حيال هذه المسألة الهامة التي تُعد حجر الأساس في الانطلاق في عام جديد مثمر وناجح، أن " البداية الصحيحة تنطلق من التهيئة النفسية للأبناء، وذلك عبر غرس صورة إيجابية عن المدرسة في ذهنهم، وتشجيعهم بالكلمة الطيبة، وربط التعلم بالمستقبل المشرق، والنجاح في الحياة العلمية والمهنية ".
وأشارت المختصة الى أن الأمر يحتاج للنظر من زوايا عدة قائلة: "يشكل تنظيم الوقت خطوة أساسية، حيث يُنصح الآباء بإعادة ضبط مواعيد النوم، والاستيقاظ قبل أيام من الدخول المدرسي، حتى يتأقلم الطفل تدريجياً مع النظام" .
وعلى المستوى المعرفي أكدت: " لا بد من مراجعة خفيفة للدروس السابقة، وممارسة أنشطة فكرية؛ مثل القراءة، والألعاب التعليمية؛ لما لها من دور في تنشيط الذاكرة، وتحفيز العقل؛ حتى يكون الطفل جاهزا للتواصل مع المدرسة".
إدارة الوقت... سرّ النجاح في الحياة
أشارت المختصة النفسية قائلة: " في عالم يتسارع إيقاعه يوماً بعد يوم، لم تعد إدارة الوقت رفاهية، بل مهارة أساسية، تميز بين النجاح والتعثر، فالوقت هو المورد الوحيد الذي لا يمكن تعويضه. وكل دقيقة تمر بلا استثمار تضيع بلا رجعة "، مؤكدة أن الخطوة الأولى لإدارة الوقت تبدأ بالوعي بقيمته، ثم تحديد الأهداف بوضوح، سواء كانت دراسية، مهنية أو شخصية. فوضوح الهدف يساعد على ترتيب الأولويات، وتجنب التشتت، ومنه مساعدة الأبناء على إدارة الوقت بنجاح بين طلب العلم، واللعب، والراحة، وكذا مماسة أنشطة ترفيهية، ورياضية، مضيفة أن إدارة الوقت مهارة، وأسلوب حياة يقود صاحبه إلى النجاح، ويمنحه الثقة والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل بكل ثقة. ونبهت المختصة نسرين الى أن الجانب الصحي ركيزة لا غنى عنها، إذ يُستحسن إجراء فحص طبي عام، إلى جانب الحرص على تقديم تغذية متوازنة غنية بالطاقة والفيتامينات، تساعد التلميذ على التركيز والمتابعة، وحمايته من السكريات والوجبات التي تحتوي على الحلويات والمشروبات الغازية. وفي الختام أشارت المختصة الى أن الدعم العاطفي من الوالدين يُعد العنصر الأهم؛ فالكلمة المشجعة والابتسامة الدافئة تصنع أبناء ناجحين، يمكن الاعتماد عليهم مستقبلا.