أكدت صارة فروشي، مختصة في التغذية، على أهمية إدراج حمية "الخضار والفواكه" في النظام الغذائي خلال هذه الأيام، مشيرة إلى أن الكثير من الأشخاص، وخلال عيد الأضحى المبارك، يعرضون صحتهم لفقدان الكثير من المعادن والفيتامينات والألياف، بسبب اعتمادهم الكبير على اللحم دون الخضر، وهذا ما يحذر منه خبراء الصحة، خصوصا وأن العائلات الجزائرية عامة، تحب اللحم بشكل خاص، للذته، والاعتماد عليه في تحضير الكثير من الوصفات التقليدية، التي قد تحرم منها العائلات، بسبب غلاء كيلوغرام اللحم خلال باقي أيام السنة، ما يجعلها لا تستهلكه دائما.

أوضحت المتحدثة، أن حرمان الشخص من شيء ما، يجعله يقبل عليه بشكل كبير، إذا ما توفر لديه في فترة معينة، وهو الحال بالنسبة للحوم وشحومها، فيكون موسم عيد الأضحى بالنسبة للذين اقتنوا أضحية العيد، الفرصة المثالية لتعويض النقص من تلك المادة، بالتالي يحولون غذاءهم وفطورهم إلى لحم مشوي وآخر مقلي، وكذا كل الأطباق التقليدية التي تحضر، انطلاقا من تلك اللحوم وأحشاء الخروف.

أكدت المختصة، أن إدراج الخضر والفواكه في النظام الغذائي اليومي أمر بالغ الأهمية، لاسيما التي تكون غنية بالألياف والمعادن، والتي من شأنها أن تخلق نوعا من التوازن في الجسم، خصوصا وأنها تدعم الجهاز المناعي، وتعزز خاصة الجهاز الهضمي وتحافظ على الوزن الصحي، وتقي أيضا من الكثير من الأمراض، كالسكري وضغط الدم.

ونبهت المتحدثة، إلى أن الاعتماد على اللحم أساسا، قد يخلق الكثير من المشاكل الصحية، ومشاكل هضمية تبرز في المدى القصير، لتأتي الخضراوات الغنية بالألياف من أجل الوقاية والتقليل من احتمالية تلك المشاكل الصحية، ويكون استهلاك تلك الخضراوات بإدراجها في الطعام، من خلال طهيها بالبخار، أو شيها.

وأضافت المختصة، أن أفكار إرفاق الخضر مع اللحوم عديدة، ويمكن أن تكون لذيذة، كتقطيع القليل من البقدونس على الخضار وشيها، على غرار الجزر والبطاطس، واللوبيا الخضراء، والقرع، والسبانخ، والفلفل، والباذنجان، أو الخس، فضلا على تحضير البطاطس المهروسة، لإرفاقها مع جميع المشاوي، أو حتى طهي الخضر فقط على البخار، ثم إضافة تتبيلة خفيفة وأكلها كسلطة لذيذة، كلها أفكار يمكن الاعتماد عليها، وتخفيف ضغط اللحوم على الجهاز الهضمي والمعدة.

وفي الختام، أضافت أن الإفراط في استهلاك اللحوم، يمكن أن يتسبب في مشاكل عديدة، مشيرة إلى أنه تم تسجيل العديد من الإصابات خلال الأيام الأولى من عيد الأضحى، بسبب ذلك، تم اصطحابهم للطوارئ لمشاكل هضمية، بعضها متعلقة بعسر الهضم، أو القولون العصبي، أو حتى ارتفاع ضغط الدم، كلها من الحالات التي يمكن الوقاية منها وتفاديها، من خلال الاستهلاك العقلاني للحوم، وبنسب تضمن سلامة الجسم خلال هذه الأيام المباركة.