لتجنُّب خطر القاتل الصامت
الحماية المدنية تطرق أبواب المدارس والمساجد
- 145
زبير. ز
سطرت مديرية الحماية المدنية بولاية قسنطينة، مع بداية تسجيل انخفاض في درجات الحرارة وبرودة الطقس منذ أيام، برنامجا واسعا للتحسيس بخطورة غاز أحادي أكسيد الكاربون القاتل، الذي يتسبب كل سنة في مآس، وتذهب ضحيته عائلات كاملة نتيجة الإهمال، وسوء تقدير خطورة هذا الغاز القاتل.
ويشمل برنامج مصالح الحماية المدينة الذي جاء تحت شعار "شتاء بلا حوادث... من أجل دفء آمن"، المدارس، والمؤسسات التربوية نظرا لأهمية التوعية داخل هذه المؤسسات التربوية، خاصة أن الاستثمار في الأطفال الصغار أثبت فعاليته، حيث تصل الرسالة إلى الأولياء بشكل واضح، ويكون الطفل الصغير هو المنبّه، وهو الحارس على الأمن والسلامة في المنزل؛ إذ يساهم، بشكل فعال، في تجنب السلوكات الخاطئة التي يرتكبها الآباء والأمهات، والتي تزيد من خطورة غاز أحادي أكسيد الكاربون.
كما عمدت مديرية الحماية المدنية بقسنطينة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، على طرق أبواب المساجد عبر مختلف البلديات، وتقديم دروس توعوية وتحسيسية، خاصة في أوقات الذروة؛ حيث يكون الإقبال كبيرا من طرف المصلين، على غرار وقت الدرس، وما قبل خطبة صلاة الجمعة؛ إذ تم تكليف عدد من الأعوان والضباط بتقديم نصائح وإرشادات، والتذكير بأهم الأخطاء المرتكبة من رحم الواقع، في خطوة لحث المواطنين على تجنب مثل هذه الأخطاء القاتلة.
مصالح الحماية المدنية إلى جانب زياراتها إلى التجمعات الكبرى بالتنسيق مع مصالح مديرية التجارة قصد ترسيخ ثقافة الوقاية والوعي الجماعي لتفادي الأضرار الناجمة عن هذه الأخطار، تقوم خلال هذه الأيام بطرق أبواب المنازل؛ من أجل التحسيس بخطورة القاتل الصامت؛ حيث تقف على مراعاة مدى تطبيق التدابير الأمنية للوقاية من غاز أحادي أكسيد الكاربون؛ من خلال الحث على صيانة وتركيب المدفأة، وسخان الماء من طرف تقني مختص.
ويذكّر الرائد سمير بن حرز الله رئيس مكتب التوثيق والإحصاء والتوعية بمديرية الحماية المدنية، بخطورة أحادي أكسيد الكاربون الذي ينتشر في الهواء دون لون ولا رائحة بسرعة كبيرة، ويمكنه قتل إنسان في مدة ساعة إذا كان منتشرا بنسبة 0.1 % من الهواء، في حين يمكنه قتل شخص بالغ في مدة ربع ساعة إذا كانت نسبته 1 % من نسبة الهواء مع تسريع عملية القتل في لحظات إذا كانت نسبته 10 % من نسبة الهواء.
ويطالب الرائد بن حرز الله سمير المواطنين، بعدم إغلاق كل منافذ الهواء، وترك أماكن للتهوية، ومراقبة الأجهزة بشكل دوري، وكذا مراقبة لون نار المدفئة؛ حيث يكون اللون الأزرق هو اللون المثالي على عكس اللون البرتقالي، الذي يدل، حسب الرائد بن حرز الله سمير، على أن الاحتراق غير تام، وأن هناك إمكانية لوجود غاز أحادي الكاربون مع التشديد على وضع توصيلات غاز، وفق المقاييس والشروط المعمول بها.
للإشارة، فإن حوادث الاختناق بغاز أحادي الكاربون تسببت، خلال هذه السنة، في وفاة 6 أشخاص، 3 منهم رجل وامرأتان، لقوا مصرعهم داخل شقة بحي دقسي عبد السلام شهر جانفي الفارط؛ بسبب تسرب الصامت القاتل من سخان الماء. كما تم تسجيل وفاة شخص بمقر سكنه بعلي منجلي شهر مارس الفارط؛ لنفس السبب، وكذا تسجيل وفاة شخصين بحي الضريح ببلدية الخروب نتيجة تسرب الغاز من مدفأة المنزل، مع تسجيل تسمم جماعي لـ17 شخصا شهر جانفي الفارط بحي بن شرقي، كانوا يمارسون الرياضة داخل قاعة؛ بسبب تسرب الغاز من المرجلة.