عائشة ناني رئيسة جمعية ‘راية للفنون’ لـ "المساء":
الحرف اليدوية مهددة بالزوال

- 2422

أكدت السيدة عائشة ناني رئيسة جمعية "راية للفنون" أن مصير الصناعة التقليدية وبالأخص الخط العربي، في طريق الاختفاء، بسبب التطور التكنولوجي، مشيرة إلى أن غياب الأبحاث الخاصة بالنهوض بهذا الفن الأصيل من أهم أسباب تردي الأداء وغياب الإتقان والإحجام عن تعلمه. في هذه الأسطر، تتحدث عائشة عن أسباب تخوفها من عزوف الشباب على الإقبال على الحرف اليدوية.
❊ بداية، حديثنا عن جمعية "راية للفنون"؟
❊❊ تتخصص جمعية "راية للفنون" في الصناعة التقليدية والحرف اليدوية، انطلق نشاطها قبل أربع سنوات من بلدية بئر توتة، تهدف إلى تكوين فئات مختلفة من المجتمع في مختلف الصناعات اليدوية، منها الرسم على الزجاج، الفن التشكيلي، العجينة الكيماوية، الزخرفة والخط العربي، تضم الجمعية شبابا وشابات من مختلف الفئات العمرية، فأبوابها مفتوحة لكل راغب في الالتحاق بدورات تكوينية في هذه التخصصات.
❊ وماذا عن واقع الصناعة التقليدية في مجتمعنا؟
❊❊ اليوم وبفضل جهود الجهات المعنية، تحاول الصناعة التقليدية والحرف اليدوية الصمود جاهدة أمام الآلة التي احتلت مكان الإنسان في الصناعة، إلا أنه رغم ذلك، يبقى واقع الحرف اليدوية بعد 10 أو 15 سنة غير معروف، أي أن مستقبله مبهم، فالقلة من الحرفيين تبحث عن تطوير هذه الصناعة التقليدية، لكن وللأسف الشديد، يعزف شباب اليوم عن تعلمها، مما قد يرهن مستقبل هذه الحرف.
❊ لماذا يعزف الشاب عن تعلم الصناعة التقليدية؟
❊❊ شباب اليوم يبحث عن سبل الربح السريع، وهذا بطبيعة الحال من حقهم، فكل واحد له حرية اختيار نوع العمل الذي يحبه والذي يجني من ورائه أموالا تضمن له حياة كريمة، إلا أن هذا لا يمنع أن يتعلم الفرد حرفة يدوية يجعل منها هواية يحترفها في أوقات فراغه، يضمن بذلك عدم زوالها وصمودها أمام التطور التكنولوجي، ومن أسباب التراجع عن تعلمها أيضا، انشغال شباب اليوم بـ"شكليات الحياة" كالألعاب الإلكترونية، أو تصفح شبكات الأنترنت، أو تضييع الوقت أمام مواقع التواصل الاجتماعي دون إنتاجية تفيده وتفيد المجتمع، لهذا أدعو الشباب إلى تعلم الحرف اليدوية، فأغلبيتها بسيطة، وتعلمها سهل. والعجيب في ذلك أن رغم تلك البساطة التي تلفها، إلا أنها تمنح نوعا من المتعة لصاحبها ومحترفيها.
❊ وهل تعتقدين أن الخط العربي بقي محافظا على مكانته في ثقافتنا؟
❊❊ دون تردد أقول لا، بل يمكنني القول بأن أساتذة الخط العربي أصبحوا يختفون تدريجيا، فالغذاء المعنوي للأستاذ ـ في رأيي ـ هو إرادة التعلم التي يشعر بها عند التلاميذ، فإذا غابت تلك الإرادة غاب شغف الأستاذ في التعليم، وهو الحال بالنسبة لأساتذة الخط العربي، فقلة قليلة تبحث عن تعلم قواعد الخط العربي، رغم أن هذا الفن من أجمل الحرف اليدوية وأرقاها، فهي تعالج ضعف الخط العربي عند الفرد، إذ يمكن اليوم القول بأن بعض الطلاب رغم مستواهم التعليمي وثقافتهم العالية، إلا أن خطهم العربي رديء، فاللغة العربية كتابتها جميلة.
❊ ما هي أسباب تردي فن الخط العربي، حسب رأيك؟
❊❊ أسباب تردي الأداء وغياب إتقان الخط العربي عند شريحة المجتمع يعود إلى أسباب عديدة، ولعل أهمها غياب دور المؤسسات والمجتمع المدني في نشر وتعليم الخط العربي وتطويره، إلى جانب غياب الأبحاث الخاصة للنهوض بهذا الفن الأصيل، وإهمال المناهج العلمية للخط العربي وتهميش الخطاطين الذين يلعبون دورا فعالا في تأصيل الخط العربي والمحافظة عليه.