حذّر الدكتور مأمون بوعزيز طبيب مختص، المصابين بأمراض القلب من الخروج تحت درجات حرارة عالية، مشيرا إلى أن الصيف الحالي سجل ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة، بلغت في بعض الولايات ذروتها، ومستويات يصعب تحمّلها، لا سيما من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض، على غرار مرضى القلب، الذين تسبب لهم درجات الحرارة العالية مضاعفات صحية، قد تعرّض حياتهم للخطر.

وصلت درجات الحرارة في هذا الفصل، إلى مستويات مرتفعة جدا في بعض المناطق من الوطن بما فيها الساحلية؛ إذ سجلت 45 درجة مئوية في الظل، في حين تجاوزتها في ولايات أخرى؛ الأمر الذي أرجعه الخبراء إلى الاحتباس الحراري، مؤكدين أنه واحد من أشد الفصول حرارة خلال السنوات الأخيرة. وقد تتسبب درجات الحرارة العالية في تعريض بعض الأشخاص للخطر؛ ما تطلّب إخضاعهم لوقاية خاصة، لا سيما بالنسبة لكبار السن والمصابين بأمراض القلب؛ إذ تتأثر صحة الإنسان ومستوى طاقته بدرجة حرارة الطقس المحيط به. وقد يزيد تأثير الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ليصيب الإنسان بمضاعفات خطيرة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور مأمون بوعزيز طبيب مختص في أمراض القلب، إن الوقاية بالنسبة للأشخاص المعرضين للخطر، تبدأ بعدم الخروج من البيت في الأيام الحارة إلا للضرورة القصوى؛ لأن الحرارة المرتفعة، حسبه، قد تؤدي إلى إرهاق هؤلاء؛ مما يتطلب منهم توخي الحذر. وقال إن الأشخاص المصابين بقصور في عضلة القلب أو ارتفاع ضغط الدم، عليهم باتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية، وتعديل كمية الأدوية التي يتناولونها خلال فترة الحر الشديد، وعدم مغادرة المنزل إلا للضرورة، مع أهمية ارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، وضرورة ترطيب جسمهم لتفادي الشعور بالجفاف.

وعن تأثير ضغط الدم في الإنسان بحرارة الطقس، يقول الدكتور: “تتسبب برودة الطقس الشديدة في ارتفاع ضغط الدم، بينما يؤدي الطقس الحار إلى انخفاض الضغط؛ فارتفاع حرارة الطقس تؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم المحمل بالأكسجين بداخلها، وهو ما يتسبب في انخفاض ضغط الدم، وهذا ما قد يسبب مضاعفات خطيرة على صحة المصاب”.

ودعا الدكتور مامون بوعزيز مرضى القلب وضغط الدم، إلى استشارة طبيبهم المعالج لمراجعة جرعة الأدوية التي يتناولونها خلال هذا الموسم، على أن تكون باعتدال ومنتظمة لتفادي أي مشكل صحي قد يحصل، على غرار مجففات قصور القلب أو مخفضات ضغط الدم. كما شدد المتحدث على أهمية ترطيب الجسم بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض القلب، والإكثار من شرب السوائل؛ فالأشخاص الذين يعانون من ضعف في القلب يجب عليهم شرب ما فيه كفاية من الماء؛ فلا يعتمد فقط على العطش كدليل على حاجة الجسم للسوائل؛ لأن بعض كبار السن لا يشعرون بحاجة الجسم في ذلك، وأيضا من دون الإفراط؛ لأن شرب الكثير من السوائل قد يؤدي إلى الضغط على القلب وإجهاده، وهنا لا بد لكل حالة استشارة الطبيب المتابع لها، لتحديد كمية السوائل التي لا بد من استهلاكها.