زينب آيت احمد..

الحاجة جعلتها صاحبة مؤسسة

الحاجة جعلتها صاحبة مؤسسة
السيدة زينب آيت احمد
  • القراءات: 901
حنان. س حنان. س

دفعت الحاجة بالسيدة زينب آيت احمد، بحثا لاستغلال تجربتها في تحضير المنظفات وأنشأت مؤسسة مصغرة... وهي اليوم تطمح إلى توسيعها وتوفير فرص شغل للراغبين في العمل. تمت دعوتها لتشارك في معرض الحرف والصناعة اليدوية، الجارية فعالياته بمدينة بومرداس، فتحينت "المساء" الفرصة لتسلط الضوء على هذا النموذج من النساء الناجحات.

روت زينب، وهي أم لـ3 أطفال من بلدية خميس الخشنة، تجربتها في إنشاء مؤسسة مصغرة لـ"المساء"، التي زارتها في جناحها بمعرض الصناعة التقليدية، حيث قالت إن الحاجة جعلتها تصل إلى حل غير حياتها رأسا على عقب، بصفة إيجابية، حيث أنها اليوم صاحبة مؤسسة لصناعة مواد التنظيف ببلدية إقامتها، وقد وضعت لنفسها هدف توسيع وعرض فرص شغل على سيدات عشن قسوة الحياة مثلها، إذ لمست "المساء" من حديثها، عزيمة قوية لقهر الظروف، مشيرة بقولها: "كان لابد أن أكون أقوى من الظروف... إما أن أغلبها أو أن تغلبني"

تتحدث زينب عن تجربتها فتقول، إنها عملت في مصانع لمواد التنظيف ببلدية خميس الخشنة وما جاورها لسنوات. كان أجرها لا يتعدى 21 ألف دينار، وهي المعيل الوحيد لأسرتها، فزوجها عاطل عن العمل. حكت بمرارة كبيرة عن الحاجة وعن ظروف قاسية واجهتها وأسرتها بصبر وجد كبيرين. ذكرت أنها تحملت ظروف العمل القاسية والأجر الزهيد من أجل توفير بعض الحاجيات لأسرتها، لكنها أضافت أن الأجر الزهيد لا يكفي لسد كل تلك الحاجيات، خاصة بالنسبة للأطفال، والكل يعلم ـ تقول- أنه "كلما كبر الأطفال ازداد مصروفهم".

قالت بأنها أهملت نفسها من أجل أسرتها، وقابلت ذلك بصبر كبير، مشيرة بقولها: "ما لم أتمكن من التكيف معه أو الصبر عليه، هو غيرة بعضهن مني بمكان العمل، وما انجر عن ذلك من مشاكل اضطرتني إلى التخلي عن منصبي، رغم حاجتي إليه"، تقول المتحدثة، مؤكدة أنها باشرت في البحث عن عمل آخر في مصنع آخر، لتوفير لقمة لأولادها لا غير.."، مضيفة: "لكن بعد أن تم قبولي في مصنع آخر... طُردت دون سبب، هناك اسودت الدنيا في وجهي وأخذت؛ أتساءل من أين لي توفير حاجات أسرتي؟.. فكرت مليا وطويلا إلى أن اهتديت إلى فتح مؤسسة خاصة بي لصناعة مواد التنظيف".

فيما اعتبرت زينب بأن مسألة طردها دون وجه حق في أول يوم لها بالمصنع الجديد، رسالة لها حتى تجد حلا يغير حياتها، فحتى الأجرة المقترحة عليها كانت زهيدة. قالت؛ إن تفكيرها في فتح مؤسسة مصغرة جعلها تقصد أخاها، وتشرح له الفكرة وتطلب منه مبلغا ماليا يعينها على شراء المواد الأولية. كما أن أول شيء صنعته، كان ماء الجافيل ومعطر الأرضيات بكميات قليلة، ثم أسندت مهمة البيع لزوجها..."لا يمكنني وصف المال الذي جنيته من عملية البيع تلك... كان له طعم آخر، إنه مال حر جنيته من تعبي... ومن الزعاف كذلك"، تقول زينب التي أخذت توسع تحضير مواد التنظيف شيئا فشيئا، إلى أن تمكنت مؤخرا، من شراء شاحنة صغيرة من نوع "هربين"، زادتها إحساسا بالاستقلالية ونعمة الاتكال على النفس.

فيما خضعت صاحبة المؤبسسة مؤخرا، لتكوين لمدة 3 أيام حول كيفية إنشاء مؤسسة مصغرة وطرق التسيير، وقالت بأنها ستتقدم قريبا بطلب قرض مصغر من وكالة "أونجام"، حتى تتمكن من التوسع وعرض فرص عمل على نساء، لكي تساهم في رفع بعض الغبن عليهن. أما راسلتها فهي أن يكون الفرد أقوي من الظروف القاهرة مهما كانت... "أتعثر ولا أنكسر"، تختم زينب أيت احمد دردشتها مع "المساء".