تزامنا وموجة الحرائق الأخيرة
الجمعيات مدعوة لتعزيز ثقافة التبليغ

- 308

تسببت الحرائق الأخيرة، التي اندلعت على مستوى أعالي جبال الشريعة، وبعض المساحات الغابية ببلديتي الأربعاء ومفتاح، وبمناطق مختلفة أخرى، على غرار بجاية وسكيكدة وغيرها، في إلحاق أضرار جسيمة بالغطاء النباتي، خاصة بأشجار الفلين والبلوط، إضافة إلى تضرر بعض الأشجار المثمرة، على غرار الزيتون. كما خلفت هذه الحرائق نفوق عدد من الحيوانات البرية، على غرار الثعالب والطيور، وهو ما أثار قلق الجمعيات البيئية على المستوى المحلي.
ناشد، في هذا الصدد، رئيس جمعية "الأزرق لحماية البيئة"، مراد سالي، مختلف الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، لمضاعفة جهودها في التوعية بخطورة إشعال الحرائق، وسط ساكنة المناطق الجبلية، والتأكيد على ضرورة ترسيخ ثقافة التبليغ لحماية الثروة النباتية والغابية، وحتى الموارد المائية. وأعرب سالي، عن أسفه الشديد للخسائر التي طالت جبال الشريعة، الأسبوع الماضي، رغم الجهود الكبيرة المبذولة من طرف مصالح محافظة الغابات، والتشريعات التي تنص على عقوبات صارمة ضد المتسببين في إشعال الحرائق.
جهود رسمية وتصرفات غير مسؤولة
رغم الحملات المكثفة، التي أطلقتها مصالح الغابات، منذ بداية موسم الصيف، لمكافحة الحرائق وانطلاق الحملة منذ الفاتح جوان، عبر المنابر الإعلامية والمساجد، والتذكير بالعقوبات المشددة ضد إشعال النيران أو التخييم في الغابات، إلا أن بعض التصرفات غير المسؤولة، تبقى السبب المباشر وراء اندلاع النيران، خاصة في ظل موجات الحر التي تعرفها عدة ولايات من الوطن. وأكد رئيس جمعية "الأزرق لحماية البيئة "، مراد سالي، أنه من غير المعقول أن تندلع الحرائق بشكل متزامن في عدة مواقع لوحدها، ما يعزز فرضية أن السلوكيات البشرية غير الواعية، تبقى العامل الأبرز في اندلاعها.
وكشف عن تسجيل محاولات لإشعال النار، تم رصدها من طرف الجمعية على مستوى حمام ملوان بولاية البليدة، حيث جرى التدخل وتنبيه المعنيين بالعقوبات القانونية، في وقت تواصل الجمعية جهودها الميدانية للتوعية والتجنيد وسط سكان المناطق الجبلية، مربي الماشية وحتى بعض الزوار.
حرائق تهدد التوازن البيئي
سجلت الجمعية، على سبيل المثال، نجاحاً على مستوى حمام ملوان، بعدم تسجيل أي حريق هذه السنة، بفضل ارتفاع الوعي المحلي، خاصة لدى الفلاحيين وسكان المناطق الجبلية، غير أن الوضع يختلف على مستوى غابات الشريعة، التي لا تزال بحاجة إلى تكثيف الجهود، لحمايتها.
وأشار سالي، إلى أن من بين الآثار السلبية للحرائق المتكررة، انقراض بعض الحيوانات النادرة والهامة على مستوى الأطلس البليدي، على غرار الثعلب الذهبي، إضافة إلى تراجع أعداد طائر الحسون، والقنفذ، والضربان، والأرانب البرية، نتيجة تدمير مواردها الطبيعية بفعل الحرائق، وتراجع الغطاء النباتي، والجفاف الناجم عن شح الموارد المائية.
علاقة مباشرة بين الغطاء النباتي والمياه
لفت المتحدث، إلى أن الغطاء النباتي يلعب دورا محورياً في الحفاظ على الموارد المائية السطحية والجوفية، غير أن تراجعه على مستوى الشريعة، أثر بشكل كبير على الثروة المائية، خاصة وادي حمام ملوان الذي يشهد تراجعاً ملحوظاً في منسوب مياهه، نتيجة الحرائق المتكررة التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وفي الأخير، شدد رئيس الجمعية، على أن الجمعيات البيئية مدعوة إلى تكثيف حضورها في الفضاءات الغابية، ورفع مستوى اليقظة، دعماً لجهود محافظة الغابات، مع التأكيد أن الأهم في كل نشاط بيئي، يبقى حماية الثروة الغابية، باعتبارها أساس التوازن البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية.