بحثا عن العروض المغرية والخدمات النوعية
الجزائريون يحتكون بالوكالات السياحية

- 1997

دفعت الرغبة في الحصول على خدمات نوعية وعروض مغرية، بعدد كبير من المواطنين إلى الالتحاق بالصالون الدولي للحج والعمرة في طبعته الثالثة بقصر المعارض في العاصمة، للتعرّف على الوكالات السياحية المشاركة في الفعالية، والتي اجتهدت هي الأخرى في تقديم خدمات تنافسية لحمل المواطنين على الالتحاق بها دون غيرها، «المساء» ولدى تجولها في المعرض، استطلعت أهم المقاييس التي على أساسها يختار المعتمر أو الحاج وكالة عن أخرى.
لعل ما يشد الانتباه هذه السنة بالمعرض الدولي للحج والعمرة، البرنامج المسطر من طرف الديوان لتحسيس وتوعية الحجاج وكذا المعتمرين بكلّ ما يحتاجون إليه من معلومات، حيث تم تخصيص جناح كامل ليعيش المعتمر أو الحاج المناسك والشعائر الدينية كأنه في البقاع المقدسة، خاصة بعد تضخيم المجسم الذي يشبه الكعبة المشرفة. بينما خصص جناح آخر للراغبين في الاحتكاك بالوكالات السياحية والاطلاع على برامجها والخدمات التي تقدمها، في حين خصص الجناح الثالث لتكوين المرشدين، وهو ما استحسنه أغلب الزوار من الذين تحدثنا إليهم. ردا عن سؤال «المساء» عن المقاييس التي يعتمدها المواطن لاختيار وكالة دون أخرى، جاءت ردود أفعال المواطنين مختلفة، إلا أن أهم ما اتفقوا عليه هو أن بعض الوكالات السياحية اكتسبت سمعة سيئة، من خلال عرض برنامجها الذي يبدو في ظاهره ذا نوعية، غير أنها سرعان ما تتخلى عنه بالبقاع المقدسة وتخل بعقدها، الأمر الذي كوّن لدى أغلب الذين تحدثنا إليهم انطباعا سيئا وجعلهم يهتدون إلى بعض السبل لاختيار الوكالة، وتباينت بين البحث والسؤال عن تاريخ الوكالة لمن سبق لهم التعامل معها.
السيدة نعيمة من العاصمة، كانت بصدد الاطلاع على العروض المقدمة من إحدى الوكالات السياحية، قالت في معرض حديثها «إن السبب الوحيد الذي دفعها إلى زيارة المعرض، هو البحث عن وكالة تقدم خدمات نوعية»، مشيرة إلى أنه سبق لها واعتمرت ولم تكن راضية تماما عن نوعية الخدمات التي قدمت لها بالبقاع المقدسة، الأمر الذي جعلها تبحث بين الوكالات المشاركة علها تربط علاقة مع وكالة أخرى، موضحة في السياق، أنها لا تهتم بالعروض بقدر ما تهمها نوعية الخدمات. من جهتها، أشارت مواطنة أخرى في حديثها إلى أن بعض الوكالات السياحية هزت ثقة المواطنين بالتخلي عن المعتمر أو الحاج بعدم الالتزام، بما سطرته في برنامجها، وقالت «قبل أن أختار وكالة معينة أتأكد من سمعتها في السوق من خلال الاحتكاك بالذين سبق لهم أن سافروا معها»، وتضيف «لا يمكننا الحصول على عروض مريحة وخدمات نوعية، لأن تحقيق هذه المعادلة أمر صعب، وإن كان غير مستحيل، لهذا أراهن كمعتمرة أو حاجة على الخدمات لأتمكن من تأدية واجبي الديني على أكمل وجه».
من جهته، أشار الشاب عبد السلام دروش الذي جاء خصيصا لزيارة المعرض من ولاية تيزي وزو، إلى أنه لم يسبق له أن اعتمر أو حج، وبحكم أنه كغيره، سمع كثيرا عن بعض التصرفات التي تصدر عن بعض الوكالات التي تسيء للزبائن، قرر أن يقوم بجولة بين الوكالات ويطلع على الخدمات والعروض المقدمة، مشيرا إلى أن أهم ما يركّز عليه عند اختيار الوكالة، هو المصداقية التي تظهر من مدى التزام الوكالة بما وعدت به الحاج.
وإذا كان بعض الزوار قد راهنوا على نوعية الخدمات عند اختيار الوكالة السياحية، فإن البعض الآخر اختار المراهنة على السعر، وحجتهم في ذلك أن أغلب الوكالات تقصر في خدماتها، حتى وإن وعدت بغير ذلك، وهو ما أكّده مواطن كان رفقة زوجته يتفحص العروض المقدمة من إحدى الوكالات، أوضح في معرض حديثه، أنه دائما يضع عند الاختيار في المقام الأوّل العروض، ويبقي الخدمات في آخر الترتيب، ويعلق «بحكم احتكاكي مع بعض الذين سبقونا إلى أداء مناسك الحج أو العمرة، ليس هناك من أبدى رضاه عن نوعية الخدمات، بالتالي ما دام التقصير وارد، فالأوْلى أن يتم المراهنة على السعر»، وهو ما جاء على لسان عمي سعيد الذي تجاوز عتبة السبعين، حيث أشار في معرض حديثه إلى أنّ جمع الوكالات في مكان واحد، سهّل عليه مهمة الاطلاع على العروض المقدمة والاحتكاك بأصحاب الوكالات لطرح الانشغالات، مشيرا إلى أنه سبق له أن اعتمر، غير أنّه لم يكن مطلقا راضيا عن نوعية الخدمات، بعدما تم إهمالهم إلى درجة أن بعض المعتمرين هم من كانوا يخدمون بعضهم البعض بدافع الإنسانية، الأمر الذي دفعه هذه المرة إلى إجراء بحث عميق عن الوكالة التي يرغب السفر معها في عمرته المقبلة، والتي ينتظر أن تتزامن مع شهر الصيام.