300 عربة تجوب شوارعها يوميا
التين الشوكي يغزو مدينة وهران

- 1567

تعرف مدينة وهران منذ حلول فصل الصيف ككل سنة، انتشارا كبيرا لعربات التين الشوكي التي توفر مناصب عمل مؤقتة لبعض الشباب بعيدا عن تعاطي الآفات الاجتماعية، وتؤمّن لمحبيها الذوق الموسمي، خاصة أن البائع يقوم بتنقية الحبات وتقديمها للمستهلك.
كشف مصدر مسؤول من بلدية وهران، أن المندوبيات البلدية لبلدية وهران والبالغ عددها 12 مندوبية، قد سجلت وجود نحو 300 عربة خاصة ببيع التين الشوكي، وهي الفاكهة الموسمية المعروفة بعدة تسميات بولاية وهران، على غرار "التشينبو" و«كرموس النصارة" و "الهندي"، حيث ينتشر عدد كبير من باعتها بمداخل الأحياء وبالطرقات الكبيرة ومداخل الأسواق وحتى ببعض الشوارع الرئيسة بوسط المدينة، ويقوم الباعة بعرض هذه الثمار الموسمية أمام الزبائن بمبلغ 10 دنانير للحبة الواحدة بعد تنقيتها. وأشار مواطنون إلى أن هذه العربات الموزعة هنا وهناك تدخل ضمن الموروث الثقافي لمدينة وهران، على اعتبار أنها تتواجد بالشوارع كل موسم صيف منذ العهد الاستعماري، وتوفَّر هذه الفاكهة الموسمية بالشوارع. كما أن معظم الزبائن يتناولونها في مكانها. ويرى آخرون أنها تدخل ضمن النشاطات الموسمية، وتساهم في توفير مورد مالي لمئات الشباب العاطلين عن العمل، بدون أن ينسى المواطنون ضرورة العمل على تنظيف الطاولات والشوارع بعد الانتهاء من عملية البيع.
وللوقوف على هذه المهنة تقربت "المساء" من بعض الباعة الشباب، الذين أكدوا أنها مهنة صعبة جدا، خاصة ما تعلق بعملية تنظيف ثمار التين الشوكي؛ حيث قال أحدهم: "نصاب بأشواك الثمار، مما يتسبب لنا في طفح جلدي رغم استعمال القفازات، فضلا عن تطاير الشوك خلال عملية التنظيف والذي يصيب الوجوه".
ويضيف آخر أن زميلا لهم أجرى عملية جراحية بسبب شوك تطاير إلى عينه اليمني خلال عملية التنظيف، والذي لم يكتشفه إلا بعد مرور أيام. وقال المتحدث بأنه بعد وقوف طويل طيلة النهار بالشوارع وتحت أشعة الشمس الحارقة، فإن ما يتحصل عليه الباعة يوميا لا يتجاوز 700 أو 800 دج، وهو مبلغ غير كاف لتلبية الحاجيات اليومية لأرباب العائلات. وقال إنه تلقّى بعض المشاكل مع مصالح الشرطة التي تقوم بطردهم من الشوارع وأعوان البلدية، "ونحن نطالب بمساعدتنا؛ لأنها مهنة تدوم شهرين فقط".