التين الشوكي والذرى يطبعان يوميات عنابة

- 1097

يكثر خلال موسم الاصطياف بعنابة الإقبال على بعض الفواكه البرية التي تدخل ضمن البرنامج الغذائي لبعض العائلات العنابية، على غرار كرموس النصارى أو الهندي، كما يسمى بعنابة، وهو الفاكهة التي تنافس المنتوجات الموسمية الأخرى خلال أيام الحر الشديد، حيث يكثر الإقبال عليها من قبل المستهلكين، خاصة أن هناك من يعتبرها غذاء صحيا للجسم بفضل الفيتامينات التي تحتوي عليها بالنسبة لمرضى السكري خاصة، حسبما يشير إليه المختصون في التغذية.
وقد تحولت ساحات بونة وشوارعها المتلاصقة إلى فضاء لبيع فاكهة الهندي التي يحضرها أطفال ومراهقون وحتى ربات البيوت، اللواتي يتفقن مع أصحاب المحلات والطاولات في الأسواق لبيعها. وفي حال بيعت جاهزة للاستهلاك يتم تحديد سعرها بحوالي 400 دينار للكلغ الواحد، وإذا تم بيعها بقشورها يكون سعرها أقل. وأمام تشجيع عملية بيع المنتوجات الموسمية منها الفواكه، يعمل الصغار والكبار على تحويل الطرقات وطول الكورنيش والشواطئ إلى بيع هذه السلع من أجل مصروف الجيب؛ لأنها فرصة للبحث عن منصب عمل مؤقت وشراء المستلزمات المدرسية أو الذهاب في رحلة مع العائلة إلى الشاطئ مثل بقية المصطافين.
وفي سياق آخر، هناك من غيّر وجهته لبيع الذرى المشوية على الجمر، والتي تُعد محبوبة السياح والزوار، حيث يؤكد باعتها أن فحم شجرة الزان هو الذي يعطيها نكهة خاصة بعد وضعها في الماء المملح، إلى جانب ما تحتويه من عناصر غذائية تقوي الجسم وتعيد حيويته.
التين هو الآخر متواجد بقوة بشوارع مدينة عنابة والأكثر انتشارا، والطلب عليه لا ينتهي؛ لأن بعض الأطباء ينصحون به للقضاء على الوهن ومرض البواسير وغيرهما من الأمراض الأخرى، وقد ارتفع سعره خلال الموسم الحالي. وحسب الباعة فإن ذلك مرتبط بنقص المنتوج في السوق المحلية، والأمر يعود إلى قلة تساقط الأمطار بالمنطقة، وعليه فإن هذه الفاكهة يتم قطفها من أعالي جبال الإيدوغ وبعض ضواحي التريعات وبرحال، وقد يتطلب الأمر وقتا كبيرا لجمع الكثير منها بسبب التضاريس الوعرة وارتفاع الحرارة.
بيع وترويج الفاكهة الموسمية في الشوارع خلّف تذمرا كبيرا وسط مصالح بلدية عنابة، التي جنّدت فرقا خاصة لمحاربة التجارة الفوضوية ووضع حد للباعة غير الشرعيين؛ لأنهم، حسب ذات الجهة، أغرقوا السوق بالمنتوجات الخاصة بفصل الصيف، مما انعكس سلبا على حركة ونشاط المدينة بعد أن وجد المارة صعوبة في التحرك والتنقل من مكان إلى آخر. وقد وعدت مديرية التجارة بعنابة بتوفير خانات تجارية خلال موسم الاصطياف القادم لبيع الفواكه الصيفية مع توفير مناصب شغل للبطالين، وعليه فإن الأمر يتطلب إعادة نظر في طلب هؤلاء التجار، وتشجيعهم على بيع منتوج له فاعلية وقيمة غذائية كبيرة.