ناشد السيد بوعلام طيبوش، أمين عام الجمعية الوطنية للتطوع ‘التويزة’ السلطات الجزائرية، تتويج مساعي جمعيته لتستضيف الجزائر في نهاية العام الجاري مؤتمرا عربيا للعمل التطوعي بالقبول، وقال في تصريح حصري لـ"المساء"، إن هذا الحدث تريد الجمعية من خلاله تسويق صورة حسنة عن الجزائر، حيث ستتشرف بإقامته تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، تعمل من خلاله الجمعية على ترويج مشروعها في غرس فكر التطوع ومفهوم المواطنة لدى الأجيال. 

لفت السيد بوعلام طيبوش في معرض حديثه، إلى أن الاتحاد العربي للعمل التطوعي وافق على عضوية جمعية ‘التويزة’ خلال انعقاد جمعيته العامة بمملكة البحرين أيام 19-21 سبتمبر 2016، وأن قبول عضوية ‘التويزة’ ضمن الاتحاد العربي للعمل التطوعي جاء كعرفان للجهود التطوعية التي تبذلها الجمعية في خدمة المجتمع. وقال بأن الجمعية الرائدة في العمل التطوعي منذ قرابة الـ30 سنة رفعت مؤخرا طلبا لوزارة الداخلية ووزارة الشبيبة والرياضة أرضية مشروعها في احتضان الجزائر للمؤتمر العربي للعمل التطوعي يومي 04 و05 ديسمبر 2016، وهما على التوالي تاريخ إحياء اليوم العالمي للتطوع واليوم العالمي للحركة الجمعوية. 

أكد المتحدث أن الدول الـ14 عضو الاتحاد أبدت رغبتها في الحضور إلى الجزائر في إطار المؤتمر، آملا أن تتوجه مساعيه بالقبول، مبرزا أن ‘التويزة’ ستشارك في المؤتمر بمشروع رائد حول غرس فكرة التطوع في المجتمع من أجل الصالح العام، إلى جانب غرس مفهوم المواطنة لدى الأجيال.

تساءل السيد طيبوش، وهو أستاذ أدب فرنسي بجامعة البويرة، عن سبب تقدم الأمم الغربية في مجال التطوع عن الأمم العربية "بالرغم من أننا كمسلمين لدينا أفضلية الدين الذي يوصي بالعمل الخيري، لكن مازلنا متأخرين جدا في المجال مقارنة بالدول الغربية، وأعتقد أن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن الحكومات لا تساهم بشكل مباشر في العمل التطوعي"، يقول المتحدث مواصلا تساؤله: "لماذا لا يتم مثلا برمجة دروس حول التطوع في الطور الابتدائي من أجل غرس هذا المفهوم لدى الناشئة".

ويذهب الأستاذ طيبوش إلى أبعد من ذلك، حينما يقول بأن للدول العربية مشاكل تتشابه كثيرا، "فلماذا لا نوحد رؤانا وبرامجنا لتجاوز هذه المشاكل وتقريب المسافات بين كل الدول العربية، ونساهم بشكل جماعي في حل المشاكل حتى نكون أقوياء مع بعض"، يضيف المتحدث.

جمعية ‘التويزة’ شاركت شهر سبتمبر الماضي في أشغال انعقاد الجمعية العامة للاتحاد العربي للعمل التطوعي، عين على إثرها الأستاذ عبد الرزاق المريسي أمينا عاما للاتحاد وتم قبول عضويتها، وتمت الموافقة على البرامج التدريبية والتأهيلية للجمعيات والشباب، وتشمل التأهيل على الأساليب الجديدة في الإدارة وتنفيذ النشاطات، إلى جانب عقد لقاء شبابي تطوعي سنوي، مع تكليف كل جمعية عضو بالاتحاد بتنفيذ برامج مشتركة بالتنسيق مع أكبر عدد من الجمعيات التطوعية كل في بلده.

في السياق، انطلق برنامج عمل جمعية ‘التويزة’ من خلال تنظيم العديد من الورشات في كل ربوع الوطن، وشملت أعمالا تطوعية مختلفة، على غرار أشغال تزيين بعض الأحياء بعدة بلديات عبر الولايات، إلى جانب إعادة تهيئة بعض الابتدائيات وإعادة طلائها،  مثل ابتدائية بـ«بن رحمون" في بلدية قورصو، ولاية بومرداس، وغيرها من الأعمال التطوعية الأخرى.

كما تشرف الجمعية على تربصات لفائدة المنشطين، ينطلق قريبا ويدوم إلى ماي 2017، ويتعلق أساسا بتكوين المنشطين حول تسيير الورشات وكذا تسيير الإنفاق المالي، إضافة إلى كيفية تسيير الأفواج لخلق دينامكية أكثر في العمل التطوعي، حسبما أفادنا به السيد عبد الرحمان مرابط، منسق عام الجمعية في مقابلة خاصة.