البروفيسور في طب الفيزياء وإعادة التأهيل زهير بوقارة:
التوازن بين الغذاء والحركة يجنب خطر السمنة

- 915

لا زالت السمنة من أكثر المشاكل الصحية التي يحذر منها الأخصائيون، بالنظر إلى الإقبال الكبير على الوجبات السريعة والغنية بالدهون والسكريات، وحسب البروفيسور زهير بوقارة، أستاذ محاضر بجامعة البليدة، أخصائي في طب الفيزياء وإعادة التأهيل، فإن الجزائر إلى وقت قريب، لم تكن تعرف تفشي البدانة على النحو المنتشر اليوم، بالنظر إلى تغير نمط الحياة الذي أثر حتى على النظام الغذائي، وجعل الأغلبية تسارع لملء معدتها بأي شيء، إلا الأكل الصحي.
المعروف عند عامة الناس اليوم، أن البدانة تسبب الكثير من المشاكل الصحية، ولعل أهمها، آلام المفاصل التي أصبحت ترافق حتى صغار السن من الذين يعانون من وزن زائد، في الوقت الذي كانت تعد من المشاكل الصحية التي يشتكي منها كبار السن. حسب البروفيسور بوقارة، في لقاء جمعه بـ«المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في تنشيط يوم تحسيسي حول الغذاء الصحي بالعاصمة، فإن السبب في تسليط الضوء على آلام المفاصل الناجمة عن البدانة، مرجعه الدراسة التي قامت بها وزارة الصحة سنة 2007، وكشفت عن أن آلام المفاصل مرجعها الزيادة في الوزن بنسبة 56 بالمائة، وأن السمنة مرشحة للارتفاع بسبب تغير نمط الحياة، حيث يقول في هذا الشأن، "إن الأمر يدعونا أمام تفشي السمنة في صفوف الأطفال إلى لفت الانتباه إليها وتحذير المواطنين منها".
من جهة أخرى، يرى البروفيسور أن المواطنين مدعوون اليوم، إلى أخذ الحيطة والحذر، من خلال مراقبة نوعية الأغذية التي يتم تناولها، بالنظر إلى الخطر الكبير الذي أصبحت تشكله البدانة على المفاصل، وأكثر من هذا، لم يعد الأمر يقتصر على مفاصل الأرجل، إنما أظهرت الأبحاث العلمية ـ حسبه ـ أن مشكل البدانة أصبح يؤثر على مفاصل اليدين، ويشرح الأخصائي في هذا الصدد مفسرا "نسبة الدهون المترتبة على الزيادة في الوزن، ينتج عنها إفراز مادة كيماوية، تعرف بـ’مسببات الالتهاب’، وهي مادة تفرزها الخلية الشحمية، تسبب التهابا دائما وخطيرا يؤدي إلى حدوث آلام في المفاصل، وهو ما يجهله الأغلبية".
الوصول إلى اكتساب وزن زائد مرجعه غياب التوازن، حسب محدثنا، بين ما يتم تناوله والحركة، بمعنى أنه حتى وإن كان ما نتناوله غير صحي، ففي وجود الحركة يتم تجنب احتمال الزيادة في الوزن، غير أن ما يحدث في الواقع غير ذلك، لأن الأغلبية تأكل ولا تمارس أي نشاط حركي، الأمر الذي يجعل الشخص مهيأ للإصابة بالسمنة التي تفتح باب الإصابة بعدد من الأمراض، ومنها السكري.
ردا عن سؤال "المساء" حول الطريقة التي ينبغي اعتمادها لتوعية المواطنين، خاصة وأن إقبال الشباب تحديدا على تناول مختلف الوجبات السريعة غير الصحية كبير، يقابله عزوف عن ممارسة الرياضة. أشار محدثنا إلى أن الوعي الصحي تحول إلى مطلب أساسي، لأنه يمس كل الشرائح، بما في ذلك الطبقة المثقفة التي تعتبر في هذا الجانب "غير واعية". وبالنظر إلى ما تخلفه السمنة من أمراض خطيرة، منها الجلطة الدماغية والجلطة القلبية، السكري وارتفاع الضغط الدموي، يقول البروفيسور "لابد من تبني حملات تحسيسية واعية، عمادها قاعدة التوازن بين ما نأكل وما يجب أن تقابله الوجبة من حركة".