من أجل مسار مهني واعد

التكوين المتخصص يطرح نفسه كضرورة قصوى

التكوين المتخصص يطرح نفسه كضرورة قصوى
  • القراءات: 809
حنان. س حنان. س
أظهر صالون التكوين الذي انتظم مؤخرا بمدينة بومرداس، أهمية التخطيط المُسبق لتكوين متخصص في مجالات تكوينية متعددة أصبحت اليوم بفضل السياسات المنتهجة لدعم رأس المال البشري، أكثر من ضرورة. ودعا متخصصون في المجال كافة الشباب الطامح لإيجاد فرص عمل، إلى التقرب من أي معهد تكوين لتلقي مهارات تكوينية في المجال المرغوب، وهو ما يفتح أمامه أفاقا واسعة للتوظيف وتحقيق مسار مهني جيد.
كشف الأستاذ شريف منير، أستاذ في المعهد الدولي للتسيير بالعاصمة ومدير مركز الدراسات لتحسين وتكوين المُسيرين، عن أن التكوين أصبح اليوم يفرض نفسه أكثر من ضرورة في المسار المهني لأي شخص، خاصة أن مراكز وطنية ودولية مختلفة ومتعددة تفتح أبوابها سنة تلو الأخرى، بهدف تنمية المهارات البشرية في كل المجالات من أجل مستقبل مهني واعد.
وأضاف المختص في تصريح لـ "المساء"، على هامش صالون التكوين الذي نظم تحت شعار "تكوين.. ومهنة"، أن التكوين متعدد التخصصات أصبح اليوم يفرض نفسه أكثر من ذي قبل، سواء بالنسبة للمتخرجين حديثا أو الموظفين، إذ يظهر عنصر التكوين حاليا كأهمية بالغة في مجالات العمل المتعددة، حتى وإن كانت الشهادة الجامعية مهمة هي الأخرى، إلا أن «تدعيمها بتكوين متخصص يزيد من حظوظ المرشح لوظيفة معينة بغية الظفر بها»، يقول المختص الذي هو مدرب في علوم السلوك منذ 40 سنة.
وعن الصالون، يقول الأستاذ بأنه فرصة لتقريب مجالات التكوين المتوفرة لشريحة واسعة من الشباب البطال أو الجامعيين أو حتى الموظفين ممن يريدون الاستفادة من تكوين لفتح آفاق شغل جديدة أمامهم.
كما تأسف المختص عن غياب ثقافة مُؤسسة للتكوين في كل المجالات، "يغيب عن تسيير المؤسسات تخصيص فرع للتكوين يمس كل عمالها بما يزيد في الإنتاجية، وهذا الأمر سبقها إليه الغرب كثيرا، وقد قمت شخصيا بتقديم محاضرات تدريبية في علم السلوك في شرشال وحضرها أجانب من كندا، مما يدل على المكانة المرموقة للتكوين الذي نقدمه ويعترف به دوليا ضمن المعايير العالمية (إيزو 10006)، لكن نتأسف عن عدم اطلاع المسيرين الواسع على هذا الأمر الهام جدا".
ومن ضمن الأهداف المسطرة لصالون «تكوين .. ومهنة» الذي جمع 7 مشاركين يمثلون عدة معاهد تكوينية في العاصمة وضواحيها، تبادل الخبرات والتكنولوجيا، خاصة أن أكثر المعاهد المشاركة تعمل بالشراكة مع مؤسسات أجنبية لضمان مجالات التبادل المختلفة، حسب تصريح بعض المشاركين لـ "المساء"، حيث كشفت السيدة فتيحة نعيمي ممثلة المعهد الدولي
لـ "المانجمنت"، أن التكوينات المقترحة تكون بالتنسيق مع عدة شركاء، خاصة في المجال العملي الوظيفي، موجهة رسالة لجميع الشباب بالتفكير جديا للالتحاق بأحد معاهد التكوين الكثيرة وضمان تلقي تكوين في مجال يناسب ميولاتهم "التكوين اليوم أصبح ضرورة وليس اختيارا"، تقول المتحدثة، مضيفة؛ "لا يتحجج أي كان بأنه دون المستوى حتى يتخصص في تكوين معين، لأن قائمة الاقتراحات اليوم أصبحت طويلة، والمعاهد أضحت قريبة بفروعها الكثيرة، لذلك فإن الالتحاق بفرع تكويني معين أصبح سهلا، بالتالي يتمكن الشاب من الحصول على شهادة دولة معترف بها تصبح بمثابة تذكرة مرور بين المؤسسات حتى يحصل أخيرا على وظيفة جيدة".
ومن ضمن شهادات بعض الشباب ممن زاروا الصالون، قال عبد المؤمن، طالب جامعي في معهد الصناعات الغذائية ببومرداس، بأنه من الجيد أن يطلع الطالب على مجالات العمل التي ستُفتح أمامه، بغض النظر عن الشهادة الجامعية المتحصل عليها، يقول؛ "هناك العديد من العينات في محيطي تشهد بأن المزاوجة بين الشهادات الجامعية ودبلومات معاهد التكوين تفتح مجالات توظيف واسعة أمام الشاب، لذا أنا هنا بصدد الاطلاع على أي مجال تكويني أحتاجه في مساري المهني مستقبلا". ولم يكن الأمر محيرا بالنسبة للطالبة بن نعمان إيمان التي تتابع دراستها الجامعية في معهد الحقوق بكلية بودواو، والتي تؤكد على أنها جابت أجنحة المعهد واستقر رأيها على اتباع تكوين في "المانجمنت" تعتقد بأنه سيساعدها مستقبلا في مسارها المهني.