الوهرانيون يفتخرون به كموروث في احتفالات المولد النبوي

"التقنتة" حلوى لا غنى عنها تحضَّر في كل البيوت

"التقنتة" حلوى لا غنى عنها تحضَّر في كل البيوت
  • 635
رضوان.ق رضوان.ق

بقرب حلول المولد النبوي الشريف والاحتفالات المصاحبة له في ولاية وهران ومنطقة الغرب الجزائري، يعود الإقبال على المحلات من طرف ربات العائلات؛ لاقتناء السميد وإعداد حلوى "التقنتة"، التي تُعد من رموز الاحتفال؛ فلا تخلو مائدة شاي أو قهوة أو جلسة عائلية خلال المولد، منها، والتي تبقى في متناول جميع العائلات، وكل المستويات الاجتماعية؛ بسبب بساطة مكونتها، وتوفرها.

"التقنتة" أو كما تُعرف شرق البلاد وفي بعض المناطق بـ "الطمينة"، من الموروث المادي لسكان وهران ومناطق غرب الوطن، التي تبنت هذه التسمية منذ لأجيال متعاقبة؛ إذ لم يطمس التطور وما يعرفه عالم صناعة الحلويات عراقة وحرفة صناعة التقنتة، التي تتفنن النساء حاليا، في إعدادها؛ من خلال إضافات وديكورات متنوعة، فيما يبقى أساس تحضير التقنتة ثابتا لا يتغير، وهو بالأساس يعتمد استخدام 3 منتجات غذائية، تجمع السميد والزبدة والعسل، وتنتهي باستخدام القرفة. ولمعرفة كيفية تحضير حلوى التقنتة كان لنا لقاء بالسيدة سعدية المعروفة بتحضير أنواع التقنتة، المطلوبة حاليا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي أوضحت أن أساس تحضير التقنتة مادة السميد الخاص، والمعروف بالسميد الخشن، وحتى السميد المتوسط، غير أنها توضح أن المشكل المطروح حاليا، هو نقص السميد الخشن وحتى السميد المتوسط؛ إذ تعتمد بعض ربات البيوت على أنواع أخرى من السميد؛ ما يجعل عملية تحضير التقنتة غير مكتملة، ولا ترقى للأكلة المعروفة رغم استخدام نفس المكونات.

وتضيف المتحدثة أن أول خطوة تعتمد على تحضير إناء حديدي خاص، يُترك فوق النار لمدة 20 دقيقة، ثم تخفَّض النار من الموقد، لتوضع كمية من السميد، وتبدأ عملية تحميصه بتحريكه في كل الاتجاهات حتى يحمرّ. ثم يُنزع مباشرة من الإناء، ويوضع فيه كمية من الزبدة والعسل حتى يذوبا. ثم نصب السميد المحمر على الخليط، ويتم خلطها جميعا، مع إضافة العسل في حال كان الخليط غير مشبّع به. ومباشرة يتم إفراغ الخليط في طبق زجاجي. وهي التقنتة التي عُرفت مند زمن. وأوضحت المتحدثة أن تقديم التقنتة يكون بعد تزيينها بالقرفة، وهي مكمل غذائي، يحمي من الإصابة بالإسهال، الذي قد ينتج عن تناول كمية كبيرة من التقنتة. وللتزيين نستطيع رسم خطوط وأشكال أخرى على شكل قلب مثلا. وكان سابقا يضاف الدراجي الصغيرة في التزيين، ومنتجات لامعة، وحتى اللوز والفول السوداني، لكن مع التطور أصبح تزيينها بأنواع أخرى من الحلوى، وحتى بالشكولاطة وكل أنواع المكسرات والديكورات؛ ما أصبح يخلق فوارق اجتماعية في تحضير حلوى التقنتة، التي تبقى حلوى جميع الطبقات الاجتماعية، التي لا تكلف أكثر من 400دج لتحضيرها.