في انتظار فتح الفضاءات بداية من الأسبوع القادم

التعايش مع الوباء منوط باحترام إجراءات الوقاية منه

التعايش مع الوباء منوط باحترام إجراءات الوقاية منه
  • القراءات: 438
 نورالهدى بوطيبة نورالهدى بوطيبة

دعت وسيلة مصطفاوي مختصة علم الاجتماع، المواطنين خلال حملة تحسيسية نشطتها عبر موقع التواصل انستغرام، مؤخرا، تحت شعار خروج تدريجي وآمن من كوفيد، الى ضرورة حسن التعامل مع الرفع التدريجي للحجر الصحي لضمان السلامة العامة وعدم تحويل هذه النعمة الى نقمة قد لا يحمد عقباها، مشيرة الى تنظيم هذا النوع من الحملات ضروري نشره عبر كافة وسائل الاعلام وتعميمه وعبر كافة الولايات لحسن الفرد التصرف خلال هذه المرحلة لتفادي ذروة جديدة في الاصابات بالفيروس.

قالت المتحدثة إن الرفع التدريجي للحجر الصحي لا يعني حصر الوباء أو القضاء عليه، وإنما هي مرحلة جديدة تتخذها الحكومة كإجراء جديد للتعايش مع الفيروس بعدما طالت فترة انتشاره، مشيرة إلى أن قرار رئيس الجمهورية يعد بصيص أمل مؤشر إلى أن الجزائر بدأت ترى النور في الطرف الآخر من النفق المظلم الذي تعيشه منذ شهر مارس، و«لهذا لا بد أن يحسن الفرد تعامله مع هذه المرحلة بدون أن يعتقد أن الوباء أصبح قصة من الماضي؛ لأن هذا ليس الواقع إلى حد الآن، تضيف المتحدثة.

وقالت المختصة إن طبع الإنسان اجتماعي، ولا يمكن عزله عن محيطه، ولهذا تُعد العزلة أساسا مرضا نفسيا يعانيه بعض من يمرون بصدمات نفسية أو مشاكل تدفعهم إلى الانطواء عن أنفسهم، وهذا مضر بالصحة، فالإنسان في حاجة مستمرة للاحتكاك بمحيطه لتبادل المشاعر والأحاسيس مهما كانت إيجابية أو سلبية، مما يجعله يشعر بالحياة والوجود، وعكس ذلك إذا تم عزله عن باقي محيطه، وهذا ما أصاب الكثيرين خلال فترة الحجر الصحي، تقول المتحدثة.

وبعد مرور حوالي خمسة أشهر من العزل الصحي يتحمس الكثيرون لقرار تخفيف إجراءات الحجر ورفعها التدريجي، لاسيما عن أماكن الاستجمام والراحة، الأمر الذي سيدفع بالمواطنين إلى استغلال ذلك للخروج والتجول والنزول إلى الشواطئ والذهاب في نزهات عائلية، لكن على هؤلاء معرفة أن لذلك، وللأسف، أحكاما، وإجراءات الوقاية لا بد من أخذها بعين الاعتبار؛ لأن تخفيف إجراءات الحجر لا يعني القضاء على الفيروس، وإنما دخول مرحلة التعايش معه. وتضيف مصطفاوي: ويُقصد بالتعايش مع الوباء الخروج ومواصلة الحياة بطريقة شبه عادية لكن بدون تفويت إجراءات الوقاية وحماية الذات لتفادي الفيروس. وقالت: ستشهد بعض الأماكن في غياب الرقابة الأمنية اكتظاظا كبيرا للمواطنين، الذين لا يهمهم سوى قرار تخفيف الحظر، متناسين أن الفيروس لايزال موجودا، وأنه يهدد حياتهم بنفس الدرجة التي كان عليها في السابق، لاسيما أنه لايزال إلى حد الساعة، يسجَّل حالات إصابة ووفيات مرتفعة. ورغم التحكم فيه إلا أن ذلك يبقى نسبيا مقارنة بما كانت عليه في المرحلة الأولى بفضل بروتوكولات علاجية، أعطت نتائج مرضية، لكن مشكل الوباء لايزال قائما إلى حد الساعة، وعلى الفرد إدراك ذلك.

وعن إجراءات الوقاية للتعايش مع الفيروس أضافت المختصة: لا بد من احترام كل المعايير التي كانت في المرحلة الأولى؛ التباعد الاجتماعي، والنظافة الشخصية بتعقيم اليدين أساسا، وارتداء الكمامة، وهذا كله يساعد في حصر الفيروس، ثم القضاء عليه. وأضافت قائلة: اليوم سيتم اختبار روح المسؤولية لدى كل فرد؛ فرفع الحجر لا بد أن يكون نعمة لا نقمة، وعلى كل فرد احترام حق الآخر، وأن يتحلى بروح المسؤولية للحفاظ على الصحة العمومية وليس التهاتف على الخرجات والتجمعات التي تهدد حياة الفرد، لا سيما أن القرار الحكومي كان واضحا في إعادة الحجر الصحي والحظر إذا صار عدد الإصابات أكثر مما هو عليه في حال عدم احترام إجراءات الوقاية.