سهام دحمان طبيبة عامة لدى المدرسة العليا لعلوم التغذية لـ"المساء":

التسمم الغذائي تحول إلى مرض مزمن يعود كل صيف

التسمم الغذائي تحول إلى مرض مزمن يعود كل صيف
  • القراءات: 869
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت سهام دحمان، طبيبة عامة بالمدرسة العليا لعلوم التغذية والصناعات الغذائية، من التسممات الغذائية التي أصبحت كالداء الموسمي الذي يصيب الجزائريين، بسبب النظام الغذائي الذي يعتمد بشكل كبير على الأكل السريع خارج البيت، لاسيما بالنسبة للعاملين، والذين يتحتم عليهم الأكل خارجا خلال وجبة الغذاء، مشيرة إلى أنه يتم يوميا تسجيل قرابة 5 إصابات بحالة تسمم حاد، موضحة أن هذه الحالة المرضية أصبحت تنتشر على مدار السنة، وليس فقط خلال فصل الصيف، حيث كان التسمم الغذائي يعرف ذروته بسبب درجة الحرارة المرتفعة والإتلاف السريع للمنتجات الغذائية.

أوضحت الدكتورة أن التسممات الغذائية أصبحت اليوم مشكل الصحة العمومية، يعاني منه الفرد على الأقل مرة واحدة في السنة، لأسباب عديدة، أهمها ضعف الوعي الصحي لدى المستهلك في بعض الأحيان، وغياب الضمير المهني لدى البائع في أحيان أخرى، مشيرة إلى أن مسؤولية الإصابة تعود على المستهلك والتاجر على السواء.

في هذا الصدد، قالت المتحدثة؛ إن الانقطاع في سلسلة التبريد عادة هي السبب الرئيسي في إتلاف المواد الغذائية، التي بدورها تعد المسؤولة عن التسبب في التسمم الغذائي، موضحة أن أكثر المتعرضين لهذا المشكل الصحي، هم الأشخاص الأكثر حساسية، كالأطفال، النساء الحوامل وكبار السن، وأكثر ما يتم تسجيله هو الطلاب والعاملين والذين يمضون وقت الغذاء خارج البيت، وغالبا ما تكون المواد قد أتلفت بفعل الحرارة المرتفعة خلال أيام الصيف، سواء ما تم اقتناؤه من البيت أو مباشرة من محل لم يحترم معايير السلامة أو سلسلة التبريد.

قالت المختصة؛ إن التسمم الغذائي عبارة على تناول غذاء يحتوي على كائنات مسببة للمرض، أو مواد سامة لا يمكن رؤيتها والإحساس بها، ولا تذوقها أحيانا، إضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الكائنات المجهرية التكاثر بسرعة والتضاعف إلى الملايين في ساعات قليلة، فتناول الأغذية الملوثة قد يسبب تسمما تظهر أعراضه من خلال ارتفاع درجة حرارة الجسم، الشعور بالغثيان، القيء، الدوار، الإسهال، وآلام حادة في المعدة، وشعور بالرعشة، تصل أحيانا إلى حالات حادة لابد أن يصطحب فيها المريض إلى المصالح الاستعجالية، باعتبارها حالة مرضية لا يستهان بها، تصل إلى ضرورة غسل المعدة وحقن مضادات التهاب لتخفيف الآلام.

للحد من التلف، تضيف المتحدثة، ينبغي احترام سلسلة التبريد وتاريخ انتهاء الصلاحية للمنتوجات الطازجة والمجمدة، والحذر خصوصا من بعض المواد الحساسة، كالبيض، مشتقات الحليب و"الكاشير" بأنواعه، وتفادي إعطاء المنتجات التي نشك في صلاحيتها بالنسبة للأطفال، النساء الحوامل وكبار السن باعتبارهم أكثر حساسية من غيرهم.