الأستاذ سعيد بهون مختص في أدب الطفل:

التربية الصحيحة تمتص سلبيات الطفل

التربية الصحيحة تمتص سلبيات الطفل
  • 1346
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

لفت الأستاذ سعيد بهون، مختص في أدب الطفل، انتباه الأولياء المشاركين في المحاضرة "التوجيهية" التي نشطها مؤخرا بالمركز الإسلامي بالعاصمة تحت عنوان "مهارات في تربية الأبناء"، لفت إلى أن التعامل الإيجابي مع الطفل وامتصاص الصدمات وسحب السهم في المواقف الحساسة، يجدي نفعا أكبر في تربية الطفل تربية صالحة بدل معاتبته أو شتمه أو ضربه.

أوضح المتحدث أن التركيز في تربية الطفل لا بد أن تكون على الأمور الإيجابية، لأن التركيز على السلبيات يرسخها لدى شخصية الطفل، فتصبح بمثابة فرض النفس والتمرد على النصائح المقدمة له، مشيرا إلى أن أنجع الوسائل لعلاج السلوكات الخاطئة لدى الطفل أو المراهق، لا بد أن يتم فهمها في مقام أول، ثم محاولة علاجها.

وأشار المختص إلى أن طرق العلاج عند الأولياء تختلف من فرد لآخر، وغالبا ما لاحظنا العديد من الأخطاء التي يقع فيها الأولياء عند "محاولة" إرشاد الطفل إلى الطريق الصحيح، ليتم بتلك الأساليب الخاطئة تربية طفل بشخصية عنيدة وغير قابلة لاستيعاب ما يتم حوله، وعلى هذا نصح المتحدث بضرورة التخلي عن تلك الأساليب في التربية التي تأتي عادة بعكس ما نتوقعه ونتمناه؛ من سلوكات أخرى إيجابية، أساسها الاحترام والتقدير، وصفها بهون بالقاعدة الرائعة في تربية الأبناء.

وأشار علي بهون إلى أن تربية الأطفال تقتضي طول النفس والصبر والمثابرة للوصول إلى االنتائج المرضية، فشخصية الطفل تكون في تلك المرحلة ليّنة، قادرة على أن تتغير بين لحظة وأخرى؛ لذا لا بد من عدم الفشل والمحاولة مرارا وتكرارا إلى غاية إقناع الطفل بما هو سلبي وما هو إيجابي.

وعرض المتحدث خلال مداخلته أهم العبارات السلبية التي قد تؤثر بشكل خاطئ على الطفل، مثل: "تمنيت لو لم أنجبك، لا تصلح لأي شيء، أو لا تصلح للدراسة، أو لماذا لا تكون مثل فلان أو فلان؟ أو أنت لست ابني إذا قمت بكذا وذاك"... كلها تعابير كثيرا ما يتداولها الأولياء بغرض تلقين الطفل درسا أو للتعبير له عن عدم الرضا بما يقوم به، إلا أنها في حقيقة الأمر تعابير خاطئة مضرة بالتربية الصالحة للطفل. يقول بهون إنه لا بد أن تكون التربية عبارة عن تعابير صادقة، نحاول من خلالها امتصاص سلبيات الطفل واستبدالها بالطاقة الإيجابية؛ فالمقارنة أو المساومة مع الطفل لا تجدي أي نفع؛ على العكس، هي تضعف ثقته في نفسه وثقته في والديه، يضيف المختص.

وفي المقابل عرض علي بهون بعض الكلمات والمصطلحات التي لها وقع أحسن في تربية الطفل، تكون بكلمات وتعابير شعرية نابعة من أحاسيس صادقة، أولها كلمة "أحبك"؛ فتلك الكلمة هي البديل الفعال في تربية الطفل، والصادرة من الشخص البالغ، وقد تكون باللفظ الصريح مباشرة أو بعناق أو قبلة أو بالمسح على الرأس والتربيت على الكتف؛ فهذه الأساليب تجعل الوالد أو الأم يستميل "أوتوماتيكيّا" الطفل مهما كان سلوكه سلبيا؛ فهذا يشعره بالطمأنينة والانتماء، ويعزّز ثقته في نفسه، ويجعله يشعر بالتميز الذي هو في حاجة إليه، إلى جانب مصطلحات أخرى لها نفس الفعالية؛ مثل: "لديك موهبة كبيرة، أو أنت قادر على تحمّل المسؤولية، أو أنا فخور بك، أو إن عملك الشاق أتى بثماره؛ أشجعك، أو أهنّئك على مجهوداتك"... فمثل هذه المصطلحات اجتهادات لا بد أن يقوم بها الأولياء مع أطفالهم، لكن لا بد أن تكون صادقة، نابعة من القلب، وتوظَّف في محلها؛ أي عندما يستحقها الطفل حقيقة، ويجب أن تكون بلغة شاعرية؛ لغة الأحاسيس التي تصل مباشرة إلى صميم القلب.

في الأخير أكد المتحدث أن التربية عملية شاقة، لكنها ممتعة، لا بد من الاستمتاع بتفاصيلها بالتركيز على الإيجابيات دون السلبيات، ومحاولة جعل من السلبيات نقطة قوة لدى الطفل، والتغيير من وقعها حتى لا تكون صعبة في علاجها.