أخصائية التربية والصحة النفسية إيمان بريش تؤكد:
التدليل الزائد ينمي الخجل المرضي

- 975

اقتربنا من الدكتورة إيمان بريش، مختصة في التربية الخاصة والصحة النفسية، لمعرفة البعد النفسي لهذا السلوك، حيث أوضحت لنا أن الخجل ليس دائما مرضيا، بل مرحلة من مراحل نمو الطفل، إذ يمكن أن يتعرض له في سن مبكرة، ثم يزول بدخوله مدرسة تعليمية، إلا أن هذا السلوك إذا رافق الطفل في مراحل متقدمة من عمره، فهنا يسمى بالخجل المرضي، ولتفادي ذلك، على الأولياء أخذ الأمر بعين الاعتبار ومحاولة علاجه بطرق بسيطة بعيدة عن الحكم والضغوطات النفسية التي قد تزعزع راحة الطفل وتجعله يفقد الثقة في النفس، وأنه ليس في المستوى.
وأوضحت الدكتورة أن كل تجربة جديدة يمر بها الطفل يتعرض من خلالها لنوع من الرهبة وعدم الحديث وعدم الاحتكاك، وهنا يأتي دور المنظومة التربوية التي لابد أن تدرج في المدارس برنامجا، مفاده تعليم الطفل الاتصال والتواصل والحوار مع الآخريين، فالأجانب الأوروبيون مثلا، لديهم ضمن برنامجهم العديد من النشاطات الهادفة إلى مساعدة الطفل في تنمية قدراته الاجتماعية، حتى يحسن الكلام والحديث مع الأجانب، فتجد الأطفال الذين مروا بتلك التجارب عند دخولهم في حوار أو عندما يتعرضون لأي موقف، يعبرون عنه بهدوء وسكينة، حتى وإن تخلل الحالة الخجل، لكنه طبيعي وغير مرضي.
وأوضحت المتحدثة أنه من أساليب انتشال الطفل من ذلك السلوك المرضي، لابد من تشجيعه على المشاركة في النشاطات الترفيهية أو التثقيفية الهادفة التي تساعده على الاحتكاك مع الغير، مثل الموسيقى، الرياضة، الرسم وغيرها.. وأشارت المتحدثة إلى أن التدليل الزائد يسبب الخجل عند الطفل لأن ذلك يشعره دائما بأنه محط اهتمام الغير وموضع ملاحظة، وأن تصرفاته تحت المجهر، وعندما يتعرض لموقف ما ويسبب له حرجا وسط محيطه، فإنه يعمم ذلك الشعور على أداء أي شيء آخر.