الجمعية الوطنية للتوعية وتحسيس الشباب بمخاطر "الحرقة"

التحضير لقوافل تحسيسية بشرق وغرب الوطن

التحضير لقوافل تحسيسية بشرق وغرب الوطن
  • القراءات: 584
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تحضر الجمعية الوطنية للتوعية وتحسيس الشباب من مخاطر "الحرقة"، لإطلاق قافلتين تحسيسيتين وتوعية الشباب بمخاطر الهجرة في قوارب الموت، حيث ينتظر أن تنطلق القافلة الأولى من الجزائر العاصمة، وتجوب عشر ولايات  بالغرب الجزائري، في حين تنطلق القافلة الثانية من ولاية بومرداس، لتمس بعض ولايات الشرق، في إطار برنامج الجمعية الرامي إلى توعية الشباب بمخاطر هذه الآفة.

أكد سمير زليخة، رئيس الجمعية في معرض حديثه مع "المساء"، أن ظاهرة الحرقة السرية لا زالت تشكل خطرا كبيرا على الشباب، لذلك، بادرت الجمعية إلى التفكير في تنظيم قوافل تحسيسية تجوب عددا من الولايات، تنطلق خلال السداسي الأول من السنة الجارية"، ويضيف "تهدف القافلة إلى تحسيس الشباب بالعدول عن فكرة الهجرة، بالنظر إلى ما تمثله من خطر على حياتهم، خاصة أن عددا كبيرا منهم يبتلعهم البحر، بالاستعانة برجال الدين والمختصين النفسانيين، وعلى تجارب بعض الشباب الذين فشلوا في الحرقة"، لافتا إلى أن الجمعية ورغم كونها فتية، حيث لم يمض على تأسيسها إلا سنة واحدة، إلا أنها تمكنت على مدار سنة، من القيام بالعديد من الأنشطة التوعوية في عدد من الولايات، على غرار تيبازة وبومرداس وغليزان، وكان هناك تجاوب كبير من الفئة المستهدفة.

من جملة الأهداف المسطرة في برنامج عمل الجمعية، بالتنسيق مع المجتمع المدني؛ الوصول إلى تغيير أفكار الشباب عن الهجرة السرية، وتشجيعهم على البقاء في أرض الوطن والاستثمار فيما هو متاح، وبالإمكانيات المتوفرة، عوض الإلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، موضحا في السياق، أن العمل الميداني للجمعية والاحتكاك بالشباب، جعلهم يوقنون أن أسباب الهجرة ليست محصورة كما يبدو في أزمة السكن والبطالة أو الفقر فقط، إنما هنالك أسباب أخرى، أثرت بشكل كبير على رغبة بعض الشباب في البقاء في الوطن، ومنها بعض السلوكات السلبية المرتبطة بالعقليات، ونمط الحياة اليومي في الأحياء التي تدفع بالبعض إلى رفض التأقلم معها، فيقررون الهجرة بحثا عن التغيير، غير أنهم يختارون الطريق الخطأ في الهجرة، ممثلا في ركوب قوارب الموت، وتكون النهاية بالهلاك غرقا.

تعتمد الجمعية لإقناع الشباب بالعدول عن فكرة الهجرة، بالانطلاق من الواقع، حيث يجري، حسب محدثنا، الاستعانة بتجارب بعض الشباب الناجح من الذين تمكنوا من شق طريقهم بنجاح، والقيام ببعض المشاريع الناجحة في مجالات مختلفة، كأصحاب المؤسسات الصغيرة، كما يتم أيضا عرض تجارب الشباب الذين فشلوا في الوصول إلى الضفة الأخرى، ونجوا من خطر الموت، ويتم الاعتماد على قصصهم لإقناع الشباب بحجم الخطر الذي يواجههم إن اختاروا المجازفة بحياتهم، مشيرا إلى أن عرض التجارب الحية من أنجح الطرق للتأثير في الشباب وتغيير أفكارهم، داعيا في السياق الجهات المعنية، من أجل إنجاح العمل التحسيسي، إلى تشديد الرقابة على بعض المواقع التي تنشط في مجال التشهير ببعض الشباب، الذين هاجروا ونجحوا في الوصول إلى الضفة الأخرى، وتدخل في إطار التحريض على الهجرة.

عن مدى تنامي الوعي بخطر هذه الآفة التي أرهقت الأولياء، أكد محدثنا أن هناك نوع من الوعي لدى الشباب، خاصة بعد التغيير الذي حدث في الجزائر، ويقول "غير أن هذا لا يعني أن الظاهرة تراجعت، إنما لا زالت موجودة، الأمر الذي يتطلب منا كمجتمع، بذل المزيد من الجهد بالتعاون مع الجمعيات، مشيرا إلى أنه من بين ما تعمل الجمعية على استهدافه في مخططها، بالتعاون مع الجمعيات، محاربة آفة المخدرات التي تعتبر من الأسباب الأولى التي تشجع متعاطيها على ركوب قوارب الموت والمجازفة بحياته، ويكشف "بالمناسبة، يجري التحضير في إطار مشاريع الجمعية، إلى عقد ندوة وطنية في الأيام القليلة القادمة بولاية مستغانم، للحديث عن الظاهرة، الأسباب والحلول، ورسم استراتيجية خاصة بالسنة الجديدة في مجال محاربة آفة الهجرة السرية".