مخاطر الطب البديل

التحذير من الاستعمال المفرط لبعض الأعشاب الطبيعية

التحذير من الاستعمال المفرط لبعض الأعشاب الطبيعية
  • القراءات: 595
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

حذرت ليلى بن حاجي، طالبة سنة خامسة صيدلة وعضو بالجمعية العلمية لطلبة الصيدلة في الجزائر، على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته الجمعية، للتحسيس بمخاطر التداوي بالأعشاب، من الاستعمال المفرط لوصفات الجدات دون استشارة أخصائيين في الأمر، مشيرة إلى أنه رغم كل مزايا بعض الأعشاب الطبيعية ذات الاستعمال الواسع، إلا أن البعض منها قد يكون ساما ومميتا في بعض الحالات.

يلجأ العديد من المواطنين إلى التداوي بالأعشاب، لمحاولة الابتعاد عن أضرار المنتجات الكيماوية التي تحتويها الأدوية الطبية، لكن الأدهى في الأمر، أنهم لا يدركون أن الاستعمال العشوائي لتلك الأعشاب قد يكلفهم الكثير، على حساب صحتهم، ورغم ذلك، تستميلهم الوصفات التي يسمعونها عن تجارب الآخرين، أو بكل بساطة، يتصفحون الأنترنت ويسحبونها من مواقع قد لا تكون لها أية مصداقية، وهذا ما يزيد الأمر سوءا.

تقول بن حاجي يعتقد الكثير من الناس أن كل الأعشاب الطبيعية مفيدة، ولا يعرفون أن البعض منها سام جدا وخطير على الصحة، كما أن البعض قاتل، لاسيما عند تفاعله مع منتجات أخرى، ظنا منهم أن الأعشاب الطبيعية، وإذا لم تكن لها نتيجة إيجابية، فلن تكون لها أخرى سلبية، فإذا لم تنفع لا تضر، وهذا معتقد شائع لكن خاطئ، وتضيف أن الأمر لا يتعلق بكل الأعشاب الطبيعية، فلا يمكن القول، إن كل الأعشاب خطيرة ولابد من التراجع عن استعمالها تماما، فهناك الكثير من الأعشاب الطبيعية المفيدة التي تبقى خيارا وبديلا فعالا للأدوية، لكن على أن يكون ذلك في المعقول، وباستشارة الأخصائيين، وفي حالة الإصابة بمرض مزمن أو مرض معين، يأخذ الأمر بعين الاعتبار.

أعطت المتحدثة مثالا عن بعض الأعشاب المضرة والسامة، وشرحت خطورتها كالجرمان، أو ما يعرف بصغير البلوط، يستعمل على شكل كبسولة مسحوق خام من أجل خسارة الوزن، وهي في حقيقة الأمر، مسؤولة عن الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، إلى جانب الشمر أو ما يعرف لدى العامة بزريعة البسباس، فمستخلصها غني بالناثول، وهو محلول سام لا جدال فيه، يتسبب في توليد الإثارة العامة، يصيب بالهلوسة، وهو المسؤول عن بعض التشنجات الهضمية والأزمات القلبية، لهذا يمنع منعا باتا استعمال بعض الأعشاب، لأنها تسبب لهم مضاعفات صحية خطيرة، تقول بن حاجي.

على صعيد آخر، أثارت عضو الجمعية موضوع أحد المشروبات الشهيرة وسط مختلف المجتمعات، وهو الشاي الأخضر، وقالت؛ إن هذا المشروب رغم فوائده الكثيرة، إلا أنه يمنع امتصاص الحديد في الدم، لذا لابد من تحذير الأشخاص المصابين بفقر الدم، أو المعرضين للإصابة به، ويجب معرفة وقت استهلاكه، بعيدا عن فترات الأكل، وعدم الإفراط في استهلاكه.

أضافت المتحدثة أن بعض المنتجات الطبيعية، يمكن أن تكون مفيدة للصحة، لكن استهلاكها بكمية كبيرة يمكن أن يسبب التسمم، على غرار حبة البركة، فاستهلاكها تقول بن حاجي، بكمية 20 غراما، قد يسبب تسمما غذائيا للمرأة الحامل، وقد يؤدي بها إلى الإجهاض. في شأن آخر، قالت طالبة الصيدلة، إن استهلاك بعض الأعشاب قد يحول تأثير بعض الأدوية العلاجية عند استعمالها في آن واحد، على غرار المردقوش، أو ما يعرف بـ«السمسق، إذ يحذر من استعماله، الأشخاص الذين يعالجون ضد تجلط الدم، فلابد من استشارة الأخصائيين قبل استعماله لاحتوائه على الفيتامين ك.