يُعد من أجمل القطع في الخزائن
"البنوار السطايفي" حاضر في كل المناسبات ويأبى الاندثار

- 200

إذا قلت العروس السطايفية فأول شيء يتبادر إلى ذهنك هو "البنوار السطايفي" . وإذا قلت هذا الأخير فأول ما تفكر فيه هو بنوار "شرب الزدف"، الذي لايزال ينافس كل أنواع الأقمشة مع مرور الزمن، ويأبى أن تستغني عنه عروس الشرق بصفة عامة، وعروس عاصمة الهضاب العليا بصفة خاصة؛ باعتباره علامة مميزة للزيّ التقليدي بالولاية، ويصعب الاستغناء عنه.
أصل كلمة "البنوار"
دائما نسمع بكلمة "البنوار"، ولكن هل فكرنا يوما ما معنى هذه الكلمة؟ ولهذا حاولنا التقرب أكثر من حرائر سطيف، اللواتي اختلفت آراؤهن حول التسمية. فالسيدة نجوى أكدت أن التسمية تاريخية، تعود إلى وجود عائلة تقطن بمنطقة "بانوار" المتاخمة لجبال بابور شمال ولاية سطيف؛ حيث قامت إحدى بناتها بخياطة قماش ونسبه إلى المنطقة، وتحويله من "بانوار" إلى "بنوار" . أما الرواية الثانية فأكدت فيها إحدى السيدات التي رجحت أن تكون نسبة لعائلة بولنوار المقيمة جنوب الولاية والتي أخاطت القماش. وأما الرواية الأرجح والتي أجمع أغلبهم عليها، فهي أن كلمة "البنوار" وعلى وجه الخصوص "الزدف"، لوجود الورود عليه أو كما تطلق عليه العائلات السطايفية النوار؛ الأمر الذي يجعل تسميته تتحول من "بونوار" إلى "بنوار".
لا غنى عنه رغم غلائه
ورغم غلاء قماش "شرب الزدف" والذي يصل سعره إلى أزيد من 2 مليون سنتيم، إلا أن العروس السطايفية لا يمكنها الاستغناء عنه في "تصديرتها"، حيث أكدت الآنسة منى أن أول ما فكرت فيه بعد خطوبتها، هو شراء هذا القماش وخياطته بموديل يتماشى مع أنواع الخياطة المميزة لهذا القماش، وفي نفس الوقت يتماشى مع الموضة، فيما أكدت السيدة سارة أنها لازالت ليومنا هذا تحتفظ ببنوارها السطايفي، الذي أخاطته منذ أزيد من عقدين من الزمن. وستبقى تحافظ عليه لبناتها.
لخياطة الزدف فنونُها وسنها
ولا يقتصر لبس الزدف على العروس فقط، فلكل سن بعاصمة الهضاب العليا خياطة معيّنة لهذا النوع من القماش. أكدت الحاجة صليحة أن لديها ثلاثة ألوان من الزدف، ولكن خياطته ليست كالخياطة العصرية، فهي أصبحت في العقد السابع من العمر، فلا يحق لها مقارنة نفسها ببنت العقد الثاني والثالث، لهذا فخياطتها بسيطة جدا بالدونتال والبرودي فقط. ولا يقتصر لبسها له في الأعراس فقط، فهي ترتديه حتى في الأيام العادية، على عكس تلك المقبلة على الزواج، التي تستعمل خياطة عصرية بكل أنواع "الحرج" و«العقاش"، حسبما أكدت إحدى المقبلات على الزواج، التي قالت إنها تبحث يوميا عن أسماء الخياطات على مواقع التواصل الاجتماعي، لترى آخر موديلات خياطة البنوار، لتكون بذلك أجمل عروس يوم تصديرتها. وبين هذا وذاك تبقى العائلات السطايفية محافظة على البنوار في كل مناسباتها، ومن بين العادات التي يجب نقلها من جيل إلى جيل.