منتدى "جـذور" للحرف والصناعات التقليدية

البليدية تبرز عاداتها لحمايتها من الزوال والسرقة

البليدية تبرز عاداتها لحمايتها من الزوال والسرقة
  • القراءات: 597
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت السيدة أمينة خيري رئيسة منتدى "جذور" للحرف والصناعات التقليدية بولاية البليدة، هذه السنة؛ إحياء لليوم العالمي للمرأة، أن تسلط الضوء على المجهودات التي تبذلها البليدية الماكثة في البيت، في سبيل الحفاظ على الموروث التقليدي؛ من أطباق، ولباس، وعادات وتقاليد، لا سيما بعد موجة السرقة التي طالت التراث الجزائري؛ حيث اجتمعت النساء في دار الفنان رابح درياسة، لعرض مجموعة من الأطباق التقليدية في قعدة بليدية، تم خلالها استعراض أهم العادات في الأعراس، التي بدأت، هي الأخرى، تندثر.

أبدعت البليديات الماكثات في البيت اللائي شاركن في مسابقة الطبخ، في عرض مجموعة متميزة من الأطباق التقليدية التي تشتهر بها مدينة الورود؛ من الحمامة، وبطاطا فليو، ومقرونة النعمة، ومعجون التبسي، والحنيونات وغيرها. وأكدن لـ"المساء" أن الهدف من المشاركة ليس الفوز، وإنّما إعادة إحياء بعض الأطباق التي لم تعد تحضَّر في منازل البليديين، معتبرة 8 مارس مناسبة لتأكيد وجودهن في كل المجالات حتى وإن كن ماكثات بالبيوت؛ من خلال الحرص على حفظ التراث البليدي.

وأكدت المشرفة على التظاهرة أمينة خيري، في معرض حديثها مع "المساء" على هامش مسابقة الطبخ التقليدي التي عرفت مشاركة أكثر من 20 ماكثة في البيت بمن فيهن مسنات، أنها اختارت هذه السنة الخروج عن المألوف؛ من خلال تحفيز النساء على إعادة إحياء بعض الأطباق التقليدية، التي تكاد تختفي من البليدة، ومنها شوربة المقطّفة، وبطاطا فليو، وبطاطا بالسلق، وطبق الحمامة، ومقرونة النعمة؛ من خلال مسابقة تكون بمثابة محفز، يجعلهن يبحثن في الموروث التقليدي، عن الوصفات القديمة، وبذلك تحقيق هدفَي إعادة إحياء التراث البليدي، وحث النساء على الاهتمام بمثل هذه الأطباق التقليدية؛ حتى لا تندثر"، مشيرة في السياق، إلى أن المسابقة لم تنحصر على الأطباق التقليدية فقط، بل شملت، كذلك، الحلويات التي كانت تشتهر بها الولاية؛ مثل الحنيونات، ومقروط السنيوة، والغريبية وحلوة الطابع.

ومن جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن التظاهرة لا تقتصر على الطبخ فحسب، وإنما تتعداه إلى تنظيم عرس بليدي على أصوله،  تشرف عليه سيدة التراث بالبليدة، سعاد زفوني؛ لكون العادات التي كانت تحييها البليدية في أعراسها، تكاد تختفي؛ مثل حمّام العروس، الذي لاتزال بعض العائلات العريقة في البليدة، تحرص عليه فقط.

ومن جهتها، أكدت السيدة زفوني في حديثها مع "المساء"، أن عيد المرأة هذه السنة، جاء مختلفا بولاية البليدة؛ حيث ذكّرت مسابقة الطبخ النساءَ بأهمية الحفاظ على الموروث التقليدي الذي تزخر به الولاية، والذي أصبح مهدَّدا بالاندثار والسرقة"، مضيفة أن من أهم العادات التي بدأت تختفي، "القعدة البليدية" في الأعراس، وتراجع الصناعات التقليدية؛ كالفتلة، والمسلول، وتراجع التعليلة في الأعراس، وكل ما يتعلق بـ "الحنة".