الإدمان النفسي من أصعب المراحل
"البدر" تطلق حملة "حرروا أنفسكم من السيجارة"
- 452
تتحول السيجارة لدى الكثيرين، إلى إدمان نفسي، إذ تتخطى هذه المرحلة الإدمان الفيزيائي والسلوكي لدى الفرد، ما يجعل التخلي عنها أصعب بكثير، إذ يمنح ذلك السلوك نشوة لا غنى عنها للمدخن، حسبما أكده الدكتور موساوي، وكلما رغب في الاسترخاء أو التركيز، أو تخطي القلق، لجأ مباشرة للسيجارة، هذا ما سلطت عليه جمعية "البدر" الضوء، على هامش تنظيمها للحملة التحسيسية التوعوية ضد مخاطر التدخين وإدمانه، بشعار "حرروا أنفسكم من السيجارة".
بعد الحملة التي قادت الجمعية للحديث عن أثر التوقف عن التدخين، على مر الساعات، الأيام والسنوات، قبل فترة، سلطت هذه المرة الضوء على أنواع الإدمان، الذي ينقسم إلى ثلاثة، كل جزء منه يزيد من صعوبة التوقف عن التدخين تماما، مرة واحدة، وهو ما يخلق "ذلك الجذب نحو السيجارة بطريقة مبالغ فيها".
تطرق أعضاء الجمعية إلى أنواع الإدمان، انطلاقا من الإدمان الفيزيائي، وهو الإدمان على مادة النيكوتين الموجودة في التبغ، فعند افتقار الجسم لهذه المادة، تنتابه رغبة قوية للتدخين يصعب التحكم فيها، وعدم التدخين قد يسبب انفعالا وتوترا وقلقا يصعب التحكم في ردود الأفعال حينها، في حين أن الإدمان السلوكي، هو تبعية ثانية لإدمان التدخين، وكل سلوك مرتبط بالتدخين، متعلق بالبيئة التي يدخن فيها الفرد، أو المحيطين به، حسبما أكده الدكتور موساوي، رئيس الجمعية، الذي أشار إلى أن التدخين يربطه البعض بأماكن ومواقف محددة، كالتدخين مع الأصدقاء أثناء السهر ليلا، التدخين بعد الأكل، أو بعد ارتشاف القهوة، أو التدخين في فترة الاستراحة، أي أوقات التعود، فقد لا يكون الإدمان الفيزيائي موجودا حينها، بل فقط عادة ألفها المدخن.
أما أكثر ما تم تسليط الضوء عليه في هذه الطبعة، يقول الدكتور، هو الإدمان السلوكي، الذي كثيرا ما يتم تهميشه. وبعد دراسات خبراء النفس، توصلوا إلى نتيجة أن الإدمان على التدخين، قد يكون مجرد إدمان نفسي، ولا يعني ذلك أنه يجدر الاستخفاف به، لكن لعلاجه لابد من علاج نفسي، مشيرا إلى أن السيجارة في بعض الحالات، قد تكون نشوة فقط، ويربطها هؤلاء بالعامل النفسي، اعتقادا أنها هي المسؤولة الوحيدة على مزاجهم، وتغيّره، وهي الوحيدة القادرة على تعديل الحالة النفسية، كمنح الراحة ووقف القلق والتوتر، وبذلك يعتقد المدخنون أن عند توترهم لابد من أخذ سيجارة للاسترخاء، أو عند غضبهم لابد من سيجارة للتحكم في النوبة، وغيرها من الاعتقادات النفسية التي يربطها هؤلاء بالسيجارة وسحرها في تعديل المزاج، وهو ما يخلق الإدمان النفسي.
أوضح الدكتور موساوي، أن التدخين أصبح من الآفات الاجتماعية التي يصعب التحكم فيها، ولابد من إرادة حكومية قوية، لفرض ضريبة عالية على هذه المواد، لتقليل استهلاكها، خصوصا وأنها تهدد الصحة العمومية، خاصة صحة الأطفال، حيث نشهد تزايدا ملحوظا في عدد الأطفال المدخنين، وأصبحت نسبة إدمان هذه المواد في الأوساط التعليمية مخيفة، فهناك أطفال في الطور الابتدائي يفتخرون بتجربة تلك السموم بعيدا عن رقابة الأهل.
في الأخير، دعا المتحدث إلى أهمية تشديد الحملات التحسيسية ضد التدخين وإدمانه، مشيرا إلى ضرورة وضع قوانين صارمة في هذا الخصوص، كقوانين تمنع التدخين في الأماكن العمومية، بل والوصول إلى الصرامة في تطبيقها، وفرض غرامات على المدخنين في أماكن العمل، موضحا أن الجمعية تقود كل سنة، حملة "مكان عمل بدون تدخين"، داخل الشركات والمؤسسات، لحث العمال على احترام حق الغير وخياره في حياة صحية وهواء نقي.